من أراد أن يتزوج امرأة فلينظر إلى أبيها وأخيها فإنها تأتيه بأحدهما »

ولعلك أخي الفاضل بهذه المقدمة التاريخية شممت رائحة مضمون المقال، وأشرفت على إبصار محتوى معاني الموضوع، الذي يتلخص في أن المقبل على الزواج ينبغي له بل يجب عليه أن يسأل عن نسب من يختارها لتكون أم أولاده، فإنها تأتيه بأحدهما: يعني: يكون ولده كجده أو كخاله غالبا.

وقد جاء الترغيب في مراعاة النسب مصرحا به في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لجمالها ولمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» (البخاري 4818).
قال القسطلاني في إرشاد الساري (363/11) في شرح قوله صلى الله عليه وسلم:«لحسبها»:
«حسبها: لشرفها والحسب في الأصل الشرف بالآباء وبالأقارب مأخوذ من الحساب لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدّوا مناقبهم ومآثر آبائهم وقومهم وحسبوها فيحكم لمن زاد عدده على غيره.
وقد قال أكثم ابن صيفي: «يا بني تميم لا يغلبنكم جمال النساء على صراحة الحسب فإن المناكح الكريمة مدرجة للشرف».
وقال بكير الأسدي:
وأول خبث المرء خبث ترابه ::: وأول لؤم المرء لؤم المناكح
وقال آخر:
وإذا كنت تبغي أيـمّا بجهالة ::: من الناس فانظر من أبوها وخالها
فإنهما منها كما هي منهما ::: كقدّك نعلًا أن أريد مثالها
ولا تطلب البيت الدنيء فعاله ::: ولا يد ذا عقل لورهاء مالها
فإن الذي ترجو من المال عندها ::: سيأتي عليه شؤمها وخبالها»

عن عروة بن الزبير قال:«ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله بمثل منكح صدق، ولا وضع نفسه له بعد الكفر بالله بمثل منكح سوء»(العقد الفريد لابن عبد ربه 88/7).
وكان من قوله-رحمه الله-:«إني لأعشق الشرف كما أعشق الجمال، فعل الله بفلانة، ألفت بني فلان وهم بيض طوال، فقلبتهم سودا قصارا»(تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (160/22)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top