حديث: لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه

وﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻩ، ﻭﻳﺘﻌﻔﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻭﻳﺘﺠﺮ؛ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]؛ أﻱ:

ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺋﻬﺎ، ﴿وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾؛ أﻱ: ﺍﺑﺘﻐﻮﺍ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﻓﻲ الأﺭﺽ، ﻭﺍﺑﺘﻐﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ لا

ﻳﻨﺴﻴﻨﻚ ﺍﺑﺘﻐﺎﺅﻙ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮ ﺭﺑﻚ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ: ﴿ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، ﺛﻢ ﺫﻛﺮ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻥ ﺩﺍﻭﺩ – ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ – ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 80]، ﻓﻜﺎﻥ ﺣﺪﺍدًا، ﺃﻣﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ

ﻓﻜﺎﻥ ﻧﺠﺎرًا ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻳﻨﺸﺮ ﻭﻳﺄﺧﺬ الأﺟﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻘﺼًﺎ؛ لأﻥ الأﻧﺒﻴﺎﺀ – ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ – ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻧﻬﺎ، ولا ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺣﺘﻰ إﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ – ﻋﻠﻴﻪ

ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ – ﻗﺎﻝ: ((لأﻥ ﻳحتطب أﺣﺪﻛﻢ ﺣﺰﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ))؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻛﺴﺐ ﻣﻨﻬﺎ: ((ﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ أحدًا فيعطيه أو يمنعه))، ولا ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ؛ ألا ﻳﺨﻀﻊ الإﻧﺴﺎﻥ لأﺣﺪ، ولا ﻳﺬﻝ ﻟﻪ، ﺑﻞ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﻳﺪﻩ، ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﺃﻭ ﺣﺮﺛﻪ، ﻗﺎﻝ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20]، ولا ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﻴﺌًا.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top