رواية نوفيلا المجهول 1&2

المجهول الفصل الأول
تستيقظ شيرين من نومها متجهة إلى الحمام وبعدها ترتدى ملابسها وتنظر إلى المرآة محدثة نفسها:
انا شيرين عز العرب بنت اللواء امجد عز العرب عندى 26 سنة، علفكرة انا كمان ظابط فى المخابرات . اتربيت فى بيت عسكرى زى الكتاب ما قال النوم بمواعيد والصحيان بمواعيد ،ىوماشيين دايما بمبدا الثواب والعقاب . اتربينا يعنى إيه نشيل المسئولية ونعتمد على نفسنا انا واخويا

هشام . بس دا ميمنعش الحب والحنان الى عيشناه مع ابونا وامنا . ودا كان اول واخر درس علمهولنا ابونا العطف والحب الى جوانا ميمنعناش نعمل الصح ولا الصح يقتل جوانا مشاعرنا الجميلة لازم يبقى فى توازن فى كل حاجة فى حياتنا
يرن تليفون شيرين فتنظر له فى انتباه واهتمام عندما ترى اسم المتصل فتجيب سريعا
شيرين: ايوا يا افندم… نص ساعة بالضبط واكون عند حضرتك

تغادر شيرين متجهة الى مبنى المخابرات العامة لمقابلة اللواء محمود الشاذلى , تستأذن شيرين عند وصولها مكتبه بالدخول
محمود: ادخلى يا شيرين عايزك
شيرين: تمام يا افندم
محمود: انا بعتلك النهاردة عشان فى مهمة جديدة عايزك فيها معايا بس قبل اى كلام لازم آكد عليكى سرية المهمة مش لازم اى حد يعرف

حاجة عن المهمة مفهوم يا شيرين؟
شيرين: ومن امتى وفى مهمة مبتبقاش سرية يا فندم , اطمن حضرتك ايه هى المهمة ؟
محمود: فاكرة الشخص الى قبضنا عليه من قريب بينقل اخبار عن البلد لجهات برة وطبعا هدفهم كان واضح
شيرين: اه قصد حضرتك على الشافعى

محمود: بالظبط كده . النهاردة جالنا خبر انه انتحر جوا السجن
شيرين: دا طبيعى الشخص الى يخون بلده ويكشف سرها لعدوها مش هتغلى عليه نفسه ولا هيهمه غضب ربنا عليه
محمود: انا دلوقتى ميهمنيش على فى حاجة هو عقابه خلاص عند ربنا انا الى يهمنى دلوقتى اخوه عادل الشافعى
شيرين: وماله اخوه هو كمان عميل زيه؟

محمود: لا بالعكس كل التقارير الى جاتلنا عليه بتقول انه عكس اخوه تماما شخص متدين ملتزم ماشى فى حاله . بيشتغل مدرس فى مدرسة اعدادى. ساكن لوحده فى بيت قديم فى الحلمية وملوش اى اختلاط بحد
شيرين: كل الكلام ده كويس بس عادل دا يهمنا فى ايه طالما هو زى ما بتقول عكس اخوه
محمود: اسمعى يا شيرين .على انتحر عشان عارف انه كده كده ميت لانهم مكنوش هيسيبوه عايش عشان ميبقاش وراهم اى دليل
ممكن يوصلنا ليهم . لكن موت على مش معناه موت الحقيقة ولو على مات عادل اخوه لسه عايش
شيرين: ممكن حضرتك توضحلى اكتر

حمود: هقولك دلوقتى الناس الى برة دول مش هيسكتوا على موت على وهيفضل عندهم دايما شك ان عادل اخوه عنده معلومات عنهم وان اخوه حكاله عنهم فى الفترة الى قعد فيها فى مصر دا طبعا قبل ما نكشفه ونقبض عليه وبالتالى هيحاولوا يوصلوا لعادل ده بأى شكل وهيبقى ادامهم خيار من اتنين يا جندوه يا يقتلوه
شيرين: وحضرتك عايزنا نحميه؟
محمود: جرى ايه يا حضرة الظابط كنت فاكرك اذكى من كده

شيرين: تمام قصد حضرتك احنا نجنده قبلهم ويبقى ولاءه لينا وساعتها هيقدر يوصلنا لشبكة التجسس الى هما مكونينها فى مصر وطبعا
شخص بأخلاق عادل على حسب ما حضرتك وصفت مش هيتردد انه يخدم البلد
محمود: بالظبط كده
شيرين: تمام انا مع حضرتك بس انا معرفتش انا دورى إيه لحد دلوقتى؟

محمود: بصى يا شيرين انتى بقى هيبقى دورك تدريب الى اسمه عادل وتأهيله للاستعداد للمهمة دى ودا طبعا هيكون فى أحد المعسكرات السرية بتاعتنا ومحدش هيبقى عارف بالمهمة دى غيرك انتى وعادل والقائد بتاعك
شيرين: ممكن اعرف مين هيبقى القائد بتاعى ؟

محمود: مصطفى الشريف
شيرين:ايه؟؟؟؟
محمود: مالك استغربتى ليه انا افتكرتك هتكونى مبسوطة اكتر من كده ان مصطفى هيبقى القائد بتاعك
شيرين فى تردد: اشمعنى مصطفى بس يا افندم الى خلته قائد الفريق بتاعى فى المهمة دى

محمود: لانكم فريق ناجح دايما مع بعض وكل المهمات الى بتعملوها سوا بتنجح
شيرين: ايوا بس حضرتك عارف ان المقدم مصطفى طبعه حاد جدا ومبياخدش رأى حد ودا ممكن يصعب المهمة
محمود : امال انا بعتك معاه ليه يا سيادة الظابط
نظرت له شيرين دون ان تتفوه بأى كلمة . وخرجت من مكتب محمود فى ضيق تحدث نفسها :

شيرين: مصطفى معايا فى المهمة دى هى مهمة باينة من اولها
تمر الايام ويتقابل اللواء محمود مع عادل ويحاول ان يقنعه ان يكون معهم وان يدخل المهمة فى سبيل خدمة البلد ولكن عادل يرفض الاشتراك معهم, عادل شخص مسالم جدا لا يحب الدخول فى اى مشاكل ودائما يختار اسهل الطرق حياته كلها لا يملأها إلا عمله فى المدرسة وقراءة الكتب عند العودة الى منزله . عادل لم يفكر فى الزواج رغم كبر سنه لأنه يخشى ما يسمعه عن مشاكل الزواج وهو بطبعه شخص لا يحب

الدخول فى المشاكل
فى مكتب اللواء محمود تجلس شيرين مع محمود ليحاولوا ايجاد اى طريقة لإقناع عادل بالدخول معهم فى المهمة
شيرين: احنا مستنين مين يا افندم
محمود: مستنين مصطفى يا شيرين
شيرين تذفر فى ضيق: هو مصطفى جاى دلوقتى ؟

محمود: سبق وقولتلك انه هيبقى القائد بتاعك فى المهمة ولا نسيتى
شيرين : لا منستش يا فندم
يدخل مصطفى شخص عابس لا يبتسم تماما ولكنه ناجح جدا فى عمله ولا يفشل فى اى مهمة يقودها. يتوجه مصطفى لتحبة اللواء محمود دون إبداء اى اهتمام لشيرين

محمود: تعالى يا مصطفى
مصطفى: تحت امرك يا افندم
محمود: انا سبق وقولتلكم انتوا الاتنين انكم هتشتركوا فى المهمة دى مع بعض وياريت يكون فى تفاهم بينكم
مصطفى: متخفش يا فندم مصطفى الشريف ميعرفش كلمة فشل

شيرين بتحدى: ولا انا يا افندم اعرف كلمة فشل
محمود: بس تعرفه كلمة عنّد كويس اوى . ع العموم مش هنبه تانى ومش هسمح بأى غلط . ها يا شيرين كنتى بتقولى عندك طريقة نقنع بيها عادل يبقى معانا خير
شيرين: انا هروحله يا فندم واتكلم معاه وانا عندى طريقتى الخاصة الى هقنعه بيها

مصطفى وقد فقد اعصابه: طريقتك الخاصة ازاى يعنى مش فاهم؟!
محمود يكتم ضحكته : مصطفى , خلى شيرين تكمل وحاول متفقدش اعصابك
مصطفى: ما هو دا مش كلام يا افندم بتقول هتقنعه بطريقتها الخاصة يبقى حضرتك تفهم ايه من كده
شيرين بغيظ: من غير سوء نية انتوا عارفينى كويس انا قصدى هدخله من باب الواجب والدين والقيم وانا عارفة هكلمه باى منطق وهقنعه ان

شاء الله
محمود: خلاص يا شيرين انا هعتمد عليكى بس مش عايز انبه على الموضوع دا تانى المهمة سرية
شيرين ومصطفى: تمام يا افندم
يخرج مصطفى من مكتب اللواء محمود وخلفه شيرين التى توقفه لتتحدث معه

شيرين: مصطفى!
مصطفى: افندم ، فى حاجة؟
شيرين: ممكن نتكلم شوية بعد اذنك؟
مصطفى: عندك أى كلام عن المهمة مقولتهوش جوا

شيرين: لا يا سيادة المقدم مش هتكلم عن المهمة خالص انا عايزة اتكلم معاك فى حاجة شخصية
مصطفى: انا اسف يا سيادة الظابط مفيش بينا كلام تانى يتقال ، عن اذنك

الفصل الثانى

تذهب شيرين لمقابلة عادل وتتحدث معه وبالفعل تنجح فى اقناعه ان يشارك معهم فى المهمة . شيرين شخصية محبوبة وتجيد فن الحديث والإقناع كما ان شخصيتها تجعل من امامها ينجذب إليها
فى الطريق الى المعسكر السرى فى احد الواحات:
يجلس كل من شيرين وعادل فى الاتوبيس الخاص وفى مؤخرة الاتوبيس يجلس مصطفى شارد وهو يراقب الطريق، تتقطع النظرات بين

مصطفى وشيرين ولكن مصطفى يتجنب تلك النظرات بشتى الطرق، أما شيرين فلا تحاول تجنب النظر إلى مصطفى فقلبها يخفق حين تنظر إليه ، يجلس عادل بجوار شيرين ويتحدث معها فى بعض الامور
عادل: احنا بقالنا كتير اوى ماشين ،هو المكان بعيد اوى كده؟
شيرين ناظرة إلى مصطفى: متقلقش يا عادل قربنا نوصل

عادل : تعرفى انى وافقت اجى المهمة دى عشانك
شيرين وتنتبه لكلامه: عشانى انا؟
عادل فى تردد: قصدى يعنى ان كلامك كان مريح واقنعنى
شيرين: انت انسان محترم يا عادل وشخصيتك واخلاقك هو الى شجعنى انى اكلمك واحاول اقنعك تبقى معانا لأنى كنت متأكدة انك هتبقى

عايز تخدم بلدك
عادل: بجد ! يعنى انتى شايفة انى اخلاقى وشخصيتى محترمة
شيرين: اكيد طبعا
عادل: بداية مبشرة

شيرين: نعم ، مش فاهمة!
عادل: متاخديش فى بالك
عادل ينظر إلى مصطفى: هو مصطفى باشا علطول لوحده ومكشر كده
شيرين: ها, لا هو بس بيفكر فى المهمة هتمشى إزاى

عادل فى غيظ: تمام
يصلوا جمبعا إلى المعسكر فيقف مصطفى موجها لعادل الحديث
مصطفى: النهاردة هيبقى راحة مش هنعمل اى حاجة لكن اعمل حسابك من بكرة هنبدأ التدريبات فياريت تنام كويس عشان تبقى مستعد
ينتهى مصطفى من حديثه تاركا إياهم

عادل: يا ساتر ايه الشخص ده اعوذ بالله
شيرين : الشخص دا من اشطر الظباط الى عدوا على المخابرات هو بس طبعه صعب بس من جواه طيب
عادل فى غيظ: من الواضح ان حضرتك تعرفيه كويس وعارفة بيفكر ازاى
شيرين ويظهر فى نبرة صوتها الحزن : تصبح على خير يا عادل

فى اليوم التالى
يقوم مصطفى وشيرين بتدريب عادل على كافة اساليب الدفاع لكى يستطيع الدفاع عن نفسه . كان مصطفى قائدا ومدربا رائعا بمعنى الكلمة ولكنه شخص حاد الطبع فى التعامل قليل الكلام جدا اما شيرين فكانت مرحة إلى حد كبير وكانت دائما تهتم بتهدئة الاجواء المتوترة
التى تخلق نتيجة حدة مصطفى، كان مصطفى يتجنب توجيه أى كلام لشيرين . لاحظ عادل معاملة مصطفى لشيرين وقد أثارت هذه

المعاملة فضوله
فى الليل يذهب الجميع للراحة بعد يوم شاق ولكن شيرين لا تستطيع النوم فتخرج لتستنشق الهواء فى الخارج شاردة فى احزانها . تتفاجأ شيرين بصوت عادل يخرج وراءها
عادل: مساء الخير

شيرين: مساء النور انت لسه صاحي؟
عادل: اه ما العلقة الى ادهالى المقدم النهاردة مخلية جسمى مدشدش معرفتش انام
شيرين: معلش هديك مسكن يريحيك
عادل: ممكن اسألك سؤال؟

شيرين: اتفضل
عادل: ليه دايما بقرى فى عينيكى الحزن رغم انك بتحاولى تداريه بهزارك معانا
شيرين: ودا ايه علاقته بالمهمة بتاعتنا . احنا هنا عشان هدف معين ولازم نوصله ومينفعش ندخل حياتنا الشخصية فى شغلنا
عادل: انا آسف يا حضرة الظابط انا بس كنت عايز اخفف عنك كنت حاسس كان فى بركان غضب جواكى وعايز ينفجر

شيرين: متتأسفش يا عادل انا فعلا مضايقة بس…..
ويقطع حديثهم خروج مصطفى
مصطفى بحزم وغضب : احنا دلوقتى فى نص الليل ممكن اعرف حضرة الظابط شيرين بتعمل ايه فى الوقت ده خارج المعسكر
شيرين بتردد: مفيش انا بس خرجت اشم هوا

مصطفى بحدة: اعتقد ان الهوا موجود كفاية جوا المعسكر ، ياريت ده ميتكررش تانى ، اتفضلى ادخلى جوا
شيرين فى حزن: حاضر
يترك مصطفى شيرين وعادل فى دهشة من عادل وتهمّ شيرين ان تغادر المكان فيوقفها عادل
عادل: لا انا كده مش فاهم حاجة؟

شيرين: عايز تفهم ايه يا عادل؟
عادل: يعنى الاول الباشا كل كلامه موجه ليا وبيتجنب يتكلم مع حضرتك تماما ودا واضح جدا ودلوقتى يأمرك تدخلى المعسكر فمتفكريش حتى تراجعى كلامه وتقوليله حاضر هو فى ايه ؟
شيرين: طبيعى اسمع كلامه سيادة المقدم هو قائد الفريق دا غير انه رتبة اعلى منى ولازم اسمع كلامه

عادل: بس الى أنا شايفه غير كده
شيرين: شايف ايه؟
عادل: معاملة سيادة المقدم ليكى مش معاملة رئيس لمرؤسه ولا قائد للى بيشتغلوا معاه انا صحيح مش ظابط بس بالعقل كده وواضح جدا انه بيتجنب التعامل معاكى

كلام عادل يلمس قلب شيرين فيحرك الآمها المكنونة بداخلها فتقرر الهرب من هذا الحوار
شيرين: بعد اذنك يا عادل ياريت متخرجش عن المهمة الى احنا جايين عشانها وحاول ما تدخلش فى الى ملكش فيه . عن أذنك
تترك شيرين عادل فى ضيق منه
فى اليوم التالى :

يستأنف مصطفى تدريب عادل على اساليب القتال
مصطفى: كده انت اتعلمت ازاى تضرب الخطوة الجاية تتعلم ازاى تصد الضربة وده هعلمهولك عملى . تعالى هنا يا شيرين من فضلك هنعمل بروفة انا هضرب وانتى هتصدى والعكس
شيرين: تمام يا افندم

تبدا شيرين المعركة مع مصطفى بين ضرب وصد الضربات ، وفى إحدى الضربات الى تصدها شيرين من أمام مصطفى تقابلت عيونهم فى نظرة طويلة لم يستطع كل منهما اخفاء شوقه للأخر فيها . لم ينتبه الاثنان لم يراقب نظرتهما لبعض فى حزن وضيق
عادل مقاطعا شيرين ومصطفى: لو سمحت , انا تعبت ومش قادر اكمل النهاردة ، ممكن نكمل وقت تانى ؟
مصطفى وقد انتبه لنفسه : مفيش مشكلة يا عادل ، تقدر تاخد راحة ونكمل كمان شوية

عادل فى حزن : عن اذنكم
مصطفى : هو ما له؟
شيرين: مش عارفة ، عن اذنك اروح اشوف فى ايه؟
مصطفى: يا سلام وانتى مالك كنتى ولية أمره؟

شيرين مبتسمة : لا، عشان سلامة المهمة يا افندم
تذهب شيرين فى غيظ من مصطفى للأطمئنان على عادل فتجده شاردا لتقطع شروده
شيرين: مالك يا عادل ؟
عادل: مفيش يا افندم، انا كويس

شيرين: عادل، انا عارفة انك مضايق من طريقتى معاك امبارح ، انا اسفة مكنش قصدى الكلام الى قولتلهولك
عادل: مفيش مشكلة يا افندم حضرتك عندك حق انا الى مكنش ينفع اتعدى حدودى
شيرين بعد صمت وتفكير : عادل كان عندك حق، مصطفى مش مجرد القائد بتاعى ورئيسى وبس، مصطفى يبقى…. جوزى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top