[ ص: 22 ] إن كانت إلا صيحة واحدة قراءة العامة ( واحدة ) بالنصب عـLـي تقدير : ما كانت عقوبتهم إلا صيحة واحدة .
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وشيبة والأعرج : ” صيحة ” بالرفع هنا ، وفي قوله : إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع جعلوا الكون بمعنى الوقوع والحدوث ، فكأنه قال : ما وقعت عليهم إلا صيحة واحدة ## وأنكر هذه القراءة أبو حاتم وكثير من النحويين بسبب التأنيث ، فهو ضعيف ، كما تكون : ما قامت إلا هند ، ضعيفا ، من حيث كان المعنى :
ما قام أحد إلا هند ## قال أبو حاتم : فلو كان كما قرأ أبو جعفر لقال : إن كان إلا صيحة ## قال النحاس : لا يمتنع شيء من هذا ، يقال : ما جاءتني إلا جاريتك ، بمعنى ما جاءتني امرأة أو جارية إلا جاريتك ## والتقدير في القراءة بالرفع ما قاله أبو إسحاق ، قال : المعنى إن كانت عليهم صيحة إلا صيحة واحدة ، وقدره غيره : ما وقع عليهم إلا صيحة واحدة ## وكان بمعنى وقع كثير في كلام العرب ## وقرأ عبد الرحمن بن الأسود – ويقال إنه في حرف عبد الله كذلك – ” إن كانت إلا زقية واحدة ” ## وهذا مخالف للمصحف ## وأيضا فإن اللغة المعروفة زقا يزقو إذا صاح ، ومنه المثل : أثقل من الزواقي ، فكان يجب عـLـي هذا أن يكون زقوة ## ذكره النحاس .
قلت : وقال الجوهري : الزقو والزقي مصدر ، وقد زقا الصدى يزقو زقاء : أي : صاح ، وكل صائح زاق ، والزقية الصيحة .
قلت : وعلى هذا يقال : زقوة وزقية لغتان ، فالقراءة صحيحة لا اعتراض عليها ## والله أعلم ## فإذا هم خامدون : أي ميتون هامدون ، تشبيها بالرماد الخامد ## وقال قتادة : هلكى ## والمعنى واحد ##