من الرجل المقصود في الآية : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ؟

وفي هذه الآية تنبيه عظيم ، ودلالة عـLـي وجوب كظم الغيظ ، والحلم عن أهل الجهل ، والترؤف عـLـي من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي ، والتشمر في تخليصه ، والتلطف في افتدائه ، والاشتغال بذلك عن الشماتة به والدعاء عليه ، ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته ، والباغين له الغوائل وهم كفرة عبدة أصنام ## فلما قــ،،ــتل حبيب غضب الله له وعجل النقمة عـLـي قومه ، فأمر جبريل فصاح بهم صيحة فماتوا عن آخرهم ،

فذلك قوله : وما أنزلنا عـLـي قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين أي : ما أنزلنا عليهم من رسالة ولا نبي بعد قــ#ـتــلــo ، قاله قتادة ومجاهد والحسن ## قال الحسن : الجند : الملائكة النازلون بالوحي عـLـي الأنبياء ## وقيل : الجند : العساكر ، أي : لم أحتج في هلاكهم إلى إرسال جنود ولا جيوش ولا عساكر ، بل أهلكهم بصيحة واحدة ## قال معناه ابن مسعود وغيره .

فقوله : ” وما كنا منزلين ” تصغير لأمرهم ، أي : أهلكناهم بصيحة واحدة من بعد ذلك الرجل ، أو من بعد رفعه إلى السماء ## وقيل : وما كنا منزلين عـLـي من كان قبلهم ## الزمخشري : فإن قلت : فلم أنزل الجنود من السماء يوم بدر والخندق ؟ فقال : فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ، وقال : بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ، بخمسة آلاف من الملائكة مسومين .

قلت : إنما كان يكفي ملك واحد ، فقد أهلكت مدائن قوم لوط بريشة من جناح جبريل ، وبلاد ثمود وقوم صالح بصيحة ، ولكن الله فضل محمدا – صلى الله عليه وسلم – بكل شيء عـLـي سائر الأنبياء وأولي العزم من الرسل ، فضلا عن حبيب النجار ، وأولاه من أسباب الكرامة والإعزاز ما لم يوله أحدا ، فمن ذلك أنه أنزل له جنودا من السماء ، وكأنه أشار بقوله : وما أنزلنا ## وما كنا منزلين إلى أن إنزال الجنود من عظائم الأمور التي لا يؤهل لها إلا مثلك ، وما كنا نفعل لغيرك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top