من الرجل المقصود في الآية : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ؟

اتبعوا من لا يسألكم أجرا أي لو كانوا متهمين لطلبوا منكم المال وهم مهتدون فاهتدوا بهم ## وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون قال قتادة : قال له قومه : أنت عـLـي دينهم ؟ ! فقال : وما لي لا أعبد الذي فطرني أي : خلقني ## وهذا احتجاج منه عليهم ## وأضاف الفطرة إلى نفسه ; لأن ذلك نعمة عليه توجب الشكر ، والبعث إليهم ; لأن ذلك وعيد يقتضي الزجر ، فكان إضافة النعمة إلى نفسه أظهر شكرا ، وإضافة البعث إلى الكافر أبلغ أثرا .

أأتخذ من دونه آلهة يعني أصناما ## إن يردن الرحمن بضر يعني ما أصابه من السقم ## لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون يخلصوني مما انـL فيه من البلاء ” إني إذا ” يعني إن فعلت ذلك |ـــــفي ضلال مبين أي خسران ظاهر ## إني آمنت بربكم فاسمعون قال ابن مسعود : خاطب الرسل بأنه مؤمن بالله ربهم ## ومعنى فاسمعون أي : فاشهدوا ، أي : كونوا شهودي بالإيمان ## وقال كعب ووهب : إنما قال ذلك لقومه إني آمنت بربكم الذي كفرتم به .

وقيل : إنه لما قال لقومه : اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا رفعوه إلى الملك [ ص: 20 ] وقالوا : قد تبعت عدونا ، فطول معهم الكلام ليشغلهم بذلك عن قــ،،ــتل الرسل ، إلى أن قال : إني آمنت بربكم فوثبوا عليه فقتلوه ## قال ابن مسعود : وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره ، وألقي في بئر وهي الرس وهم أصحاب الرس ## وفي رواية أنهم قتلوا الرسل الثلاثة ## وقال السدي : رموه بالحجارة وهو يقول : اللهم اهد قومي ، حتى قتلوه ## وقال الكلبي : حفروا حفرة وجعلوه فيها ، وردموا فوقه |لتر|ب فمات ردما ## وقال الحسن : حرقوه حرقا ، وعلقوه من سور المدينة ، وقبره في سور أنطاكية ، حكاه الثعلبي .

وقال القشيري : وقال الحسن لما أراد القوم أن يقتلوه رفعه الله إلى السماء ، فهو في الجنة لا هيفقد حياته إلا بفناء السماء وهلاك الجنة ، فإذا أعاد الله الجنة أدخلها ## وقيل : نشروه بالمنشار حتى خرج من بين رجليه ، فوالله ما خرجت رgحه إلا إلى الجنة فدخلها ، فذلك قوله : قيل ادخل الجنة ## فلما شاهدها قال يا ليت قومي يعلمون وهو مرتب عـLـي تقدير سؤال سائل عما وجد من قوله عند ذلك الفوز العظيم الذي هو بما غفر لي ربي أي بغفران ربي لي ، ف ” ما ” مع الفعل بمنزلة المصدر ## وقيل : بمعنى الذي ، والعائد من الصلة محذوف ## ويجوز أن تكون استفهاما فيه معنى التعجب ،

كأنه قال : ليت قومي يعلمون بأي شيء غفر لي ربي ، قاله الفراء ## واعترضه الكسائي فقال : لو صح هذا لقال : بم من غير ألف ## وقال الفراء : يجوز أن يقال بما بالألف وهو استفهام ، وأنشد فيه أبياتا ## الزمخشري : ” بم غفر لي ” بطرح الألف أجود ، وإن كان إثباتها جائزا ، يقال : قد علمت بما صنعت هذا وبم صنعت ## المهدوي : وإثبات الألف في الاستفهام قليل ## فيوقف عـLـي هذا عـLـي ” يعلمون ” ## وقال جماعة : معنى قيل ادخل الجنة وجبت لك الجنة ، فهو خبر بأنه قد استحق دخول الجنة ; لأن دخولها يستحق بعد البعث .

قلت : والظاهر من الآية أنه لما قــ،،ــتل قيل له ادخل الجنة ## قال قتادة : أدخله الله الجنة وهو فيها حي يرزق ، أراد قوله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون عـLـي ما تقدم في بيانه ## والله أعلم .

قوله تعالى : قال يا ليت قومي يعلمون مرتب عـLـي تقدير سؤال سائل عما وجد من قول عند ذلك الفوز العظيم الذي هو بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ## وقرئ ” من المكرمين ” وفي معنى تمنيه قولان : أحدهما : أنه تمنى أن يعلموا بحاله ليعلموا حسن مآله وحميد عاقبته ## الثاني : تمنى ذلك ليؤمنوا مثل إيمانه فيصيروا إلى مثل حاله ## قال ابن عباس : [ ص: 21 ] نصح قومه حيا وميتا ## رفعه القشيري فقال : وفي الخبر أنه – عليه السلام – قال في هذه الآية : إنه نصح لهم في حياته وبعد موته ## وقال ابن أبي ليلى : سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : عـLـي بن أبي طالب وهو أفضلهم ، ومؤمن آل فرعون ، وصاحب يس ، فهم الصديقون ، ذكره الزمخشري مرفوعا عن رسـgل الله صلى الله عليه وسلم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top