قصة وحكمة وعبرة في سنة 1994

لمّا سمعت الطفلان يتحدثان عن الفقر والحرمان بهذا القدرة الذي لا يدركه إلا الكبار، تأثرت وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت..!!

وعلى الفور.. أخرجت من جيبي خمسة دنانير ونَاولتها للصبي، وقلتُ له: خذ هذه الدنانير، والمبلغ آنذاك يفي لشراء الأدوات

المدرسية كلها.. رَفَضَ الصبي أخذ الدنانير، فقلت له: ولماذا يا ولدي..!؟ قال: ربما يظن أبي أني سرقتها؟ قالت: قل له فلان

بن فلان أعطاني إيّاها لشراء الأدوات المدرسية، فإن أباك يعرفني تمام المعرفة..

تهللت أسارير الطفل وتناول الدنانير الخمسة وابتسم ابتسامة الرضا والسرور ودسه@ا في جيبه..

ونسيت من يومها هذا الموقف مع ذاك الصبي..

قال الرجل: فأنا يا عم ذاك الصبي.. ولولا تلك الدنانير الزهيدة لما أصبحت اليوم بروفيسورا في أكبر مستشفى بالجزائر..

وها قد التقينا بعد أن منَّ الله عـLـي بأعلى المراتب في أنبل وأشرف المهن.. فقد افترقنا سنة 1964 وها نحن نلتقي سنة

1994 بعد 30 سنة بالتمام والكمال..!!

والحمد لله أن قدرني لأرد لك بعض الجميل..

يا عم الدنانير الخمسة التي أعطيتها لي صنعت oــني بروفيسورا في الطب..

يا عم والله لو أعطاني أحد كنوز الدنيا لما فرحت بها الآن كفرحي يومها بتلك الدنانير الزهيدة..

يا عم أفضالك عليَّ كبيرة.. والله مهما فعلت فلن أرد لك الجميل..

فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء..

فأكثروا إخواني من فعل الخير، ومساعدة الآخرين، والصدقة، ولو بالقليل ففيها من البركة والخير الكثير في الدنيا، والأجر الكبير

في الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top