التي تناول نصفها ليترك لها النصف الآخر ، ربتهم فأحسنت تربيتهم وما تركتهم يومًا ، أعلنت
زوجها على حمله ووسع الله عليها رزقها ، فزادت البضاعة وزاد البيع
وصار الرزق يأتيها حيثما حلّت قدمها ، توسعت ففتحت محلًا للخضروات
تقف فيه طوال صباحها ثم يأتي زوجها ليكمل باقي نهاره فيه ،
تحسنت أحوالهم المادية كثيرًا ولم نرها يومًا أقدمت على شـrاء شيءٍ
لنفسها كانت لا تريد سوى سعادتهم وتلبية متطلباتهم ، كان الابن الأوسط يقول : …
والله كانت أحن علينا من أمي .
بالفعل كانت هكذا حتى أن زملاءهم كانوا يحسدونهم على أم مثلها حنونة
ضاحكة يظهر جمال قلبها على نفسية الأولاد واستقرارهم قهم بالمدرسة ،
حتى كبروا وصاروا شبابًا ينشرح القلب برؤيتهم ،
فنراهم وقت يلقوها تجلس في محل الخضار
مسكون بيدها لترتاح ويجلسون مكانها رغم بذلاتهم ومكانتهم المرموقة
التي أصبحوا عليها بفضل الله ثم بفضلها .
أدت أسمى مُهمة وأرقى واجب يُمكن للمرء أن يقه في حياته ،
كانوا يبكونها ب شديدة وينتحبون لفراق أمهم التي لم تُنجبهم ،
والله ما رأينا شخص يبكي أمه في منطقتنا كما بكوها وحزنوا عليها ،
وحتى اليوم يوزعون الصدقات على روحها ويدعون لها بالجنة كما جعلت لهم الحياة جنة .
الحقيقة أن هناك نماذج تعيش بيننا لا يعرف أحد عنها شيئًا رغم جمال ونقاء قلبها
فاللهم ارزق كل يتيم بمن تتقي الله فيه عوضه عن أمه ُصبح له أم حقيقية .