تزوجت جارتنا من رجل أرمل له خمس أولاد في مقتبل أعمارهم ،
عكفت على تربيتهم بكل مالديها من أمومة وحب وحنان ، كان بسيط
الحال ولم تكن يوميته البسيطة -التي يتحصل عليها من الأعمال الحرة –

تكفيهم فقررت أن تُساعده بالعمل ، لكن المسكينة لم يكن لديها شهادة
لتعمل فبدأت تأتي بالقليل من الخضراوات لتبيعها أمام بيتها وتمضي
قدمًا أحيانًا بين الحارات لبيع كل ماعندها لأن المكسب لم يكن بالكثير ،
لم تُشعرهم يومًا بالحاجة أو اشتهاء شيء دون أن تأتي به إليهم ، كنا كلما قلنا لها :
-الله يرزقك بأطفال من صلبك .
تحزن وتقول :
-الحمد لله على رضاه هم أبنائي وفلذات أكبادي ولا أتمنى سوى سعادتهم .
كأنما وضع الله محبتهم في قلبها يوم دخلت بيتهم البسيط ، كان كبيرهم وقت
يأتي من المدرسة يُسرع نحو يدها يُقبلها ويُناولها باقي قطعة الحلوى