قصة مدرس في العاصمة صنعاء
ــــــــــــــــــــــــ
في حي من أحياء العاصمة صنعاء
توجه أحد التجار إلى المحكمة
وكان خصمه مدرس الرياضيات
وكان شكوى التاجر بتماطل المدرس عن سداد الدين والمقدر بمبلغ 278000 ريال
عجز المدرس عن سدادها بسبب إنقطاع المرتبات
وأمام الحاكم وقف الخصمان وإذا بالقاضي ينظر من فوق نظارته ويتأكد من المدرس المديون أهو ذلك المدرس الذي عرفه منذ سنوات حين كان يلبس ملابس أنيقة ويقف أمام طلابة بكل ثقة ..
أهو ذلك المدرس الذي علمه وكان يحفزه
ويشجعه ويزرع فيه روح العلم والمثابرة
ماذا فعل به الزمان وكيف استطاع يحول هذا الهامة الوطنية والشكل الجميل
إلى إنسان شاحب الوجه محدوب الظهر
رث الثياب .. فقد طحنه الزمان بكلكاله
ومزقه قطع مرتباته
وفجأة ينادي القاضي على حارسه ويكلمه بصوت منخفض ويهز الحارس راسة وينطلق وبعد ان استمع القاضي الى رد المدرس
ولماذا لم يسدد ماعليه من دين للرجل الشاكي ..
وكان هدف القاضي إنتظار إشارة من الحارس
وإذا بالحارس يعطيه إشارة دون ما شعر به أحد الحضور ..
ومن هنا أعلن القاضي أن المدرس قد دفع ماعليه من دين في خزانة المحكمة
وأستغرب المدرس
من سدد الدين عنه
من يا ترى ?
هل أخوه عرف بالخبر وباع سيارته الصغيرة التي يعمل عليها ليعول اسرته
أم أخته المتزوجة في عمران باعت خاتمها
وارسلت بقيمته لسداد دين أخوها ..
وبعد إنتهاء الجلسة خرج المدرس وكله تساؤلات من سدد الدين ولماذا لم يجد جواب لما يدور في خاطره
واذا بالقاضي يخرج بسيارته الجديدة ويقف في منتصف الطريق ويقول تفضل يا أستاذ محمد نوصلك معنا ..
نظر الأستاذ محمد فإذا هو ذلك القاضي
يتبع….