تزوجت بهّا سرًّا دون علم زوجتي حتى لا اجرحها ولكن ماذا كنت سافعل!!!لقد اعتنقني حبها واجتاحني عشقها اجتياحًا. لم استطع
إلا أن اعشقها وهي ايضًا تبادلني العشقَ ذاته،
تعرّفتُ عليها في إحدى مسابقات الطهي العالمية،
رأيتها هناك قابعة في زاوية بعيدة وحيدة خائفة اقتربت منها تعرفتُ عليها وبخفة ظلي المعهودة أخرجتها من توترها واختلطت من خلالي بباقي الأشخاص…
ومن يومها بدأت تجمعنا صداقة قوية، تعلّقت بي كثيرا وأضحت لا تفارقني، ثم تدريجيًا تورطت مشاعرنا….
لم نعترف فعليًا لكن كلٌ منا كّان يعلمُ جيدًا ما يحمله الآخر بداخله.
فزتُ بالمسابقة بكل جدارة تحصلت على مبلغ ضخم وفرصة عمل بأكبر المطاعم العالمية بإحدى الدول العربية.
أسَتطعتُ توفير فرصة عمل لها معي بالمطعم فهيّ طباخة ماهرة فقدّ استطاعت الوصول لمراحل متقدمة في المسابقة،
حينها أرسلتُ إليهّا لتأتي لبت النداء سريعًا وتركت كل شيء وحضرت إليّ، عملت معيّ وأصبحنا لا نتفارق داخل العمل أو خارجهُ..
وصلت علاقتنا لمرحلةّ انني لمّ أعد استطّيع الابتعاد عنها أو مفارقتها
بلّ لمّ اعد اتنفس بدونها…
ولمّ يكّن أمامي سوى الزواجَ منها،
اليس هذا حقي شرعًا !!!!!!
فقد أباح الله لي الزواج بأكثر من واحدة
ثم أن أحوالي المادية جيدة جدًا وأستطّيع الإنفاق على بيتين.
تزوجتها وعشتُ معهّا عامٌ كاملٌ من السعادة والحب،
ولكن لا تسير الرياح كما تشتهي السفن، فحدث ما لمّ احسُب لهُ حسابا
فقد علمت زوجتي بالأمر، ولا اعلم من أين لها أن تعرف ولكنها عرفت كلُ شيء،
وحينها حدث ما لا يحمد عقباه
الزوجة: توقعتُ كلّ شيء إلا أن يتزوج بأخرى،
بعد كل ما أعطيته من حب وكل ما فعلته من أجله..
تعرفتُ عليه في المرحلة الجامعية عندما كنت أترك جامعتي الخاصة وأذهب مع اصدقائي لجامعتهم العامة.
رأيته هناك جذبتني خفة ظله وشخصيته المميزة، كان الجميع يحبه
حينما يحضر يشعل الأجواء بهجة وضحك وحماس، وعندما تحادثنا تحدثت قلوبنا ولم يكف حديثها ابدا،
تعلقت به كثيرًا وجمعتنا قصة حب أسطورية لسنوات،
تقدم للزواج بي ولكن والديّ رفضه رفضًا جارحًا مهينًا
كان في نظره فقير نكرة فكيف يتجرأ ويفكر في الزواج من واحدة مثلي مؤكد مجنون.
غضبت كثيرا فالفقر أبدًا ليس عيبًا ولن اجعله يفرق بين قلبينا،
حاربت العالم من اجله وتزوجت به رغم كل شيء.
تبرأت مني عائلتي وطردني والديّ
حزنت لكنني لم أكترث بهم فمن حقي أن أختار شريك حياتي ومن اختاره قلبي.
اقمتُ معه ووالدته في شقة صغيرة بإحدى المناطق الشعبية مكونة من غرفتين وصالة لكني كنت أراها جنتي الصغيرة والعش الذي يجمعني بحبيبي.
بمرور الأيام كانت تسوء أحوالنا المادية أكثر وأكثر، كان لا يكمل أسبوعًا واحدًا في عمل ثم يتركه.
اضطررت للخروج للعمل رغم صعوبة حملي، ساعدتني صديقتي في العثور على عمل غير مرهق،
ومرت السنين على هذا المنوال انجبتُ طفلًا وطفلة.
كنت اهتم بهم ووالدته وبه أيضًا بجانب عملي، وهو مازال غير مستقر على عمل بل وأحيانا يرقد في المنزل بالشهور، لفتني حبه الشديد لمتابعة برامج الطهي غير أنه يتفنن في اختراع اكلات رائعة،
اشتركت له في كورس تعليمي لاحتراف فن الطهي وبعد حرب كبيرة قمت بشنها انا ووالدته ذهب وحصل على شهادة تؤهله للعمل في هذا المجال، ومن خلال بعض معارفي أوجدت له عملا في فندق كبير، وسمعت بعدها عن مسابقة عالمية شاركت له فيها دون علمه حتّى اقنعته بعد عناء فقد كان رافضًا للفكرة تماما فهو لن يستطيع مواجهة المحترفين المتقدمين امامه، وقد كان عند حسن ظني به وفاز بالمسابقة، حينها حصل على مبلغ مالي كبير ووظيفة الأحلام،
وكان من المفترض أن يسافر ثم يبعث لنا للحاق به لكنه بعد ذلك رفض ذهابنا دون سبب مقنع واخذ يماطلني شهرًا بعد آخر حتّى مر عامٌ كامل لا يجمعنا سوى مكالمات هاتفية متباعدة ومبلغ يبعث به لنا نهاية كلّ شهر.
كان الغضب يعتريني أحيانًا ثمّ اهدئ نفسي واعاتبها على ثورتها
فهل اللومه لانشغاله عنا بعمله، ونجاحه فيه أليس هذا ما كنت اتمناه يومًا، وفي النهاية هو يفعل كل هذا من اجلنا.
وأعود مرة أخرى ألتمس له العذر، وأصدق كل أعذاره الواهية.
حتّى هاتفتني صديقة لي ذات صباح لتخبرني
. انه متزوج من امرأه اخري………هذا حبي الزائد له ماذا فعل بي
علمتّ زوجتي بزواجي… توقعتُ أنّ تثور تصرخ تنتحب، تهينني وتهددني مطالبة أيايّ ترك الأخرى، تعايرني بما فعلت من أجلي. لكنها لم تفعل أي شيء من ذلك بل طلبت الطلاق بكل هدوء وكبرياء. كم كنت غبي! لأنني توقعت رؤية ضعفها فهي أقوى من أن يهزها فراقي او تكسرها فعلتي، دائمًا ما كانت قوية وربما كانت تلك مشكلتي معها،
لم تحتاجني يومًا كانت تهتم بنفسها بالاولاد وبي أيضًا، تحمل مسئولية البيت أكمله على كاهلها، لم تطالبني بأي شيء يومًا، حتّى أنهّا لمّ تطلب منيّ البحث يومًا عن عمل هي من كانت توجد لي عملًا بعد آخر، كنتُ أعلمُ أنهّا تريدني أن أعمل وانجح بعملي فقط حتّى لا تشعر بالندم من زواجها منيّ وليس من أجل اعتمادها عليّ واحتياجها لي، لمّ تتذمر يومًا أو تعاتبني من تركِ لكل عمل تحضره لي، ولمّ تتذمر أيضًا من تلك الحياة البائسة التي أقدمها لهّا، لكني كنت أعلم جيدًا أنهّا نادمة ندمًا شديدا من زواجها بيّ لكن كبريائها لن يسمح لهّا
بالاعتراف، أما زوجتي الأخرى فهي شيء آخر على النقيض تمامًا، كم هيّ ضعيفة فيّ وكم تشعرني بالاحتياج، تعتمد عليّ كليا وأعلمُ جيدًا أنهّا لن تستطيع العيش بدوني لحظة واحدة. وافقت على طلبها وطلقتها فأنا لن أستطيع أن اجادلها أو أثنيها عن طلبها أبدًا، فهي حينما تقرر فعل شيء لا يستطيع مخلوق على الأرض أن يؤثر على قرارها. حينما أرادت الزواج منيّ فعلتها رغم كل شيء، وحينما تقرر تركي لن يثنيها شيء
. لستُ خائفًا على أبنائي أعلمُ أنهّا ستهتم بهم جيدًا كما كانت تفعل دائمًا، أما أنا فمن حقيّ أن أسير في طريق سعادتي وأختار من أشعرُ معهّا بالسعادة والحب. أما هيّ فأعلمُ أنهّا بيّ أو بدوني سوف تكون بخير. مرت الأيام بعد ذلك ولكن ليس مثلما توقعت بل بدأت رحلتي نحو الهاوية
قالت لي *انه متزوج من أخرى * صرختُ فيها زوجي لا يمكن أن يفعل ذلك معيّ، لقد التبس عليكِ الأمر، ربما رأيتِ شخصًا يشبهه. جاوبتني بأنهّا تعلمُ كمّ أ حبهُ بجنون وكانت تعرف بأننّي لن اصدقها لذا فقط التقطتّ صورة ومقطع
فيديو أيضًا وبعثت بهم لي. أنتظرت… عضلاتي متشنجة متأهبة وكأنها في وضع دفاعً عن النفس، عقلي رافض بثقة وإصرار، قلبي مرتجف خائف منكمش بين الضلوع. وصلتّ الصورة فتحتها بيدٍ مرتجفة لتتسع عيناي وتَضربُ بقلبي صاعقة، لمّ تكذب ولمّ يلتبس عليهّا الأمر…..
أنه هو…… فتحتُ الفيديو سريعًا وكأنّني أبحثُ عن شيءٍ يكذب ما رأيته أو أي أمل أنقذُ به انهيار عالمي الذيّ تعبتُ كثيرًا في بنائهُ، لكننّي لمّ أجد سوى الألم….. رأيته يطعمها بيده، تعَبث أصابعهُ بخصلاَتها، ينظرُ لها بعشق، يفعل معها كل ما كان يفعله معيّ قبلَ زواجنا. شعرتُ بالأرض تميد بيّ بزلزالٌ يضربُ عالمي، بحياتي تنهار من تحت أقدامي، سقطتُ في هوة ٌ عميقة وسقطتّ أحلامي حولي تحاصرني من كل أتجاه. أفقت من غيبوبتي مدركة للواقع تمامًا وبما فعل بيّ.
يتبع….