“العتاب لا يُؤجل” ? .. بقلم سارة العقاري

“العتاب لا يُؤجل” ?الجزء الثاني .. بقلم سارة العقاري

.تخيلوا أن “سلمى” الرصينة العاقلة تخبرني الآن أنها مستاءة لأنني لم أرسل لها رسالة معايدة في العيد الماضي
رغم أنني كنتُ أرسلها للجميع.. ولم أمنحها مصروف العيد رغم منحه لكل الأطفال حولي!
“سلمى” التي لم أشعر بغيرتها أبدًا.. تخبرني أنها لن تنسى اهتمامي باتصالات زميلتي في العمل
رغم أنني قد أتجاهل اتصالات زوجتي مرارًا..

close

 

شرح مدى خيبتها لانشغالي عن مشاركتها مناسبات أسرتها
رغم أنها تحرص أن تكون أول الحاضرين بمناسبات عائلتي.
سلمى الآن تشرح لي كم انتظَرتْ أن نتحدث سويًا قبيل كل ليلة إلى أن مَلّت فـ استبدلت أحاديثي بأحاديث صديقاتها..
خبرني أنها لطالما انتظرت أن أثني على أكلاتها الهندية التي تعلمت طهيها خصيصًا
لأجلي لأنني أعربت عن رغبتي بذلك ذات يوم إلا أنني كالعادة لم أنتبه.

 

“سلمى” تخبرني الآن أنها بحاجة لزوج يَتفهم مشاعرها..
يبادلها الحديث ليلًا، يُصر على أن يتناولا معًا طعام الإفطار صباحًا..
يقدر حاجتها للمشاركة فلا يتركها فريسةً للوحدة، وحاجاتها الجادة للأمان
فلا يدع يلتهمها وحدها.. ويَتفهم ظروف المجتمع حولها
فلا يجعلها تواجههُ بنفسها وكأنها بلا زوج!

 

سلمى تحكي لي الآن سباق الركض ليلًا الذي كان يجمع رسول الأمة
بـ “عائشة” رضي الله عنها رغم انشغاله بكل أعباء النبوة..
خبرني عن عظيمًا اسمه “عُمر بن الخطاب” كان يقول
“إني لألعب مع زوجتي كالطفل فإذا جَدَّ الجدُّ وجدتني رجلًا”.
سلمى لم تعد تلتمس لانشغالي العذر لأنني مهما كَبُرتُ مشاغلي لن تكون كأعباء نبي..
ومهعاظمت هموم الحياة حولي فلن تكون كهموم رجل أُطِلِقَ عليه مُحطم الأمبراطوريات وهازم الفرس.
يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top