وجلست في ها وفجأة زاد توهّج عينيها حتى صارتا كالفانوس
نظرت عيشة حولها وأول مرة ترى ما يوجد في الدّهليز فهو قديم جدا له مئات السنين ولما حفر جدها لبناء البيت
وجده ووضع عليه بابا وإستعملوه كبيت للمؤونة لكنّه كان عميقا ولم يحاول أحد معرفة ما فيه .
قالت القطة : تعالي معي سأريك شيئا
كانت عيشة منبهرة من إتساع الدهليز ونسيت همومها ومشت وراء القطة شاهدت زخارف على الحائط ماثيل جميلة
وفجأة وجدت أحد الفرسان اللذان سقتهما وأعطاها صندوقا وقال لها :لقد حققت وعدي بأن تلتحفين بأجمل أنواع الحرير لمّا فتحت الصندوق وجدت مرآة فضية وأمشاط من العاج وخمسة أثواب حريرية
قالت في نفسها شيئ لا يصدق إختارت أحدها ثم ت ثوبها المهترئ و الجديد ومشطت شعرها
ثم نظرت للمرآة وإبتسمت للقطة وقالت :لم أعد أعرف نفسي
ردّت عليها :هيا نواصل الطريق بعد قليل وجدت الفارس الثاني فأعطاها صندوقا كان فيه حذاء من الجلد اللماع ومجوهرات فرمت الحذاء المثقوب ووضعت الجديد
واختارت ما راق لها من قلائد وخواتم فتزينت بها وواصلت الطريق وقد إشتدت دهشتها أكثر
ثمّ صادفتها شجرة البرتقال و أعطتها كحلا وعطرا وسلة غلال وقالت :لقد نفذت وعدي وإعلمي أننا جئناك لأجل معروفك معنا والإنسان يحصد ما يزرع
فإن زرعت برا حصدت خيرا وهذا الدهليز كان في ما مضى أعظم ممالك الجن فأفسدوا في الأرض حتى جاء اليوم الذي عاقبهم فيه الله ولم يبق من قومنا إلا نحن وفقط الناس الطيبون يمكنهم رؤيتنا
تجولت عيشة بقية اليوم في آثار مملكة الجن وأعجبتها النقوش على الأعمدة الة
قالت: لما أخرج سأطرّز مثلها عل الحرير
ثم دخلت أحد البي وت وفي الصباح وجدت طبقا فيه كل شتهيه النفس من الطعام فأكلت حتى ش
ولمّا حلّ مساء اليوم الثّالث جلست قرب باب الدّهليز تنتظر قدوم أحد لإخراجها .
بعد لحظات سمعت خطوات امرأة أبيها ،
كانت ت في يدها طبقا فيه باقي السمك والخبز الذي فضل البارحة ولما نزلت المدرج ورأت عيشة في أحسن حال وعليها الحرير والذهب
سقط الطبق من يدها ولم تصدّق عينيها وقالت : هل انت حقا عيشة إبنة صياد السمك أجابتها : نعم أنا هي بعينها وشحمها ولحمها
نادت المرأة صيّاد السّمك ،وقالت له : تعال ،وانظر لإبتتك !!! أريد أن أعرف من أعطاها كل هذا الرّزق ؟ أجابها بتعجّب :عن ماذا تتحدّثين يا إمرة ؟ ولما نزل إلى الدّهليز فتح فمه من الدّهشة ،لكن عيشة قالت: إنّهم وقات الغابة يا أبي ،جاءتني لتردّ إلي المعروف الذي عملته معها !!! لكن الصّياد لم يكن مهتمّا بحكايتها، وكان ينظر إلى صندوق الذّهب والفضّة، وقال لها : سأشترى مركبا كبيرا ،و،سنربح جيدا من الصيد،أحسنت يا عيشة، ستجعلين أباك وعائلتك من أعيان القرية ،ثم ها ،وقبّلها ،ووعدها أن لا يسيئ أحد معاملتها في المستقبل .
تحسّنت أحول البنت وقلّ عليها شغل البيت ،فلقد أجبر إبنة زوجته على العمل رك الكسل .رجعت عيشة إلى التطريز ،ونقلت الزّخارف التي رأتها في مملكة الجن على ة من الحرير ،ولما أتمّتها دهش كلّ من رآها ،وازاد حبّ الصياد لإبنته ،واشترى المركب الذي طالما حلم به ،وجعل معه أجيرا ليساعده في الصّيد، وإنزال صناديق الأسماك ،وبيعها للتجار .أحسّت المرأة ب على عيشة لما شاهدت مكانتها عند أبيها ،وقالت في نفسها: سأحتال عليها لمعرفة سرّها ،لا بدّ من ذلك .
وفي أحد الأيام جاءت لعيشة ،واعتذرت منها على قسها ، وقالت: حمق أختك وقبحها يجعلني أحسّ بالتر ، هل تفهمين هذا ؟ أجابت عيشة ببراءة : أصدقائي وقات الغابة بإمكانهم مساعدتها ،فهم من بقايا مملكة الجن ،وقصت عليها مل ما حدث معا ،إبتسمت المرأة وقالت ستصبح إبنتي أجمل منك ،وأكثر ذهبا ،أما أنت سترين ماذا أفعل بك أيتها اللعينة !!!
في الصباح أعطت إبنتها دلوا ،وقالت لها ماذا يجب عليها فعله ،وأوصتها أن تصبر عل التعب ،وفي آخر اليوم سيصبح من الأغنياء ،وسيمنحها الجن وجها جميلا !!!لكنها كانت بخيلة ،ولمّا وصلت إلى البئر، ملأت الدّلو ،فجاءها الفرسان ،وطلب منها أن تسقيهما ،فقالت لهما ليس خاة أبوكما !!! فدعيا عليها ،وقال الأول : إن شاء الله كلّما فتحت فمك خرج منه الدّود والصّراصير ،أمّا الثاني فقال :إن شاء الله كلّما مشيت نزل بولك على قيك ،فسخرت منهما ثم واصلت طريقها .
وإذا بشجرة البرتقال تناديها ،طلب منها أن تسقيها ،فلمّا رأت أنّها يابسة قالت لها :سأخبر أبي ليأتي وسجعل منك حطبا للمدفأة !!! فدعت عليها وقالت :إن شاء الله تكون رائحتك نتنة كلسانك القذر ،فضحكت منها ،وإنصرفت .ولمّا كادت تصل إلى البيت وجدت القطة فتوجعت أمامها، وقالت لها : أنا مريضة، إسقيني شربة رحمك الله ،فردّت عليها :ستبقين مكانك حتى تأتي الفئران ، أكل ك ، ستكونين أكثر جمالا دون !!!ت القطة ،ودعت عليها وقالت: إن شاء الله تأتيك في الظلام ، أكل أذ لتصبحين أكثر قبحا .
لمّا رحعت إلى البيت ،