” ضحېة شېطان الإنس ” بقلم أحمد محمد شرقاوي

– ايه بقا الخبر المهم اللي جبتيني عشانه ده
– يوسف، انا….
– انتي ايه يا سكرتي
– انا مريضة يا يوسف
– مريضة مالك يا حبيبتي
– انا عندي سرطان في الثدي

بصلي بذهول وهو بيحاول يستوعب اللي قولته، بصة واحدة لعنيا اللي بتدمع خلته يصدق، ويعرف ان الموضوع بجد، فضل ساكت كتير، دقايق كاملة مبيتكلمش، في النهاية بصلي واتكلم:

close

– انتي عارفة اني بحبك بس جوازنا في الفترة دي هيكون خطأ ليا وليكي وكويس انك بلغتيني، ربنا يشفيكي

وقلع دبلتي ومشي، بكل بساطة الدنيا، قلبي اتخلع من مكانه بسبب القهر، الدنيا دارت بيا كتير وانا مش مستوعبة اللي حصل، واكتشفت وقتها اني اضعف خلق الله، واني كنت بوهم نفسي اني هتقبل فكرة انه يرفض يكمل، لأني من جوايا مكنتش هصدق انه ممكن يسبني ويمشي..

وانهرت، انهرت تماما ووقعت في نوبة بكاء شديدة، بدل ما ابقا عروسة بعد ايام قليلة اتحول الموضوع وهبقا مريضة بتتعالج بالكيماوي..

لحظات قاسية، مؤلمة، لحظات خلتني استوعب ان العالم ده فيه قهر وألم قادر انه يحرقنا من جوة..

رجعت بيتي منهارة، الدنيا كلها سودة قدامي، حكيت لأمي كل حاجة واللي حاولت تستوعب الكارثة، بس انا اكتئبت، اتكسرت، ووقعت في صراع رهيب مع أمي عشان اروح اتعالج..

كنت مستنية الموت خلاص، بس لما امي باست ايدي قدامي مقدرتش غير اني انصاع عشانها..
وبدأت رحلة الألم، جلسات علاج بالكيماوي مؤلمة جدا، كنت بتوجع واتألم ومفيش اي حد جمبي، وكأن الدنيا نزلت عقابها كله عليا مرة واحدة..

ست شهور من العذاب انتهوا، ٢٤ جلسة خلوا جسمي عبارة عن هيكل عظمي، بس في النهاية الدكتور قالي مبروك، تم التعافي من المرض..

يومها امي سجدت وفضلت تبكي كتير، وانا بكيت اكتر، بكيت عشان كان نفسي يوسف يفضل جمبي، كنت هتعافى ونكمل حياتنا مع بعض..

واستمرت حياتي، حياة رمادية، اشتغلت وقتها معلمة في حضانة وكملت حياتي، بس الدنيا بعتت ليا أحمد، أحمد اللي ظهر قدامي مرة واحدة، كان شغال في المدرسة اللي جمب الحضانة، شافني كذا مرة وطلب مني رقم حد من اهلي، رفضت يومها بطريقة قاسية وسبته ومشيت..

وهو احترم ده وبعد عني تماما، بس ضميري بدأ يصحا من تاني، وخاصة لما شوفته صدفة ولقيت نظرة ألم بتطل من عنيه، وغصب عني روحت واعتذرت، وهو استقبل اعتذاري بابتسامة، حاولت ارفض وافهمه اني رافضة فكرة الجواز بس هو مسك موبايلي وخد رقم والدتي..

وكلها يومين ولقيت والدتي بتقولي ان فيه شخص كلمها اسمه احمد وجاي يزورنا الليلة..

وقعدت معاه لوحدنا نتكلم، كان مهذب، وسيم، بس انا كنت قافلة على قلبي بألف قفل..
وبدون مقدمات قولتله

– تعرف ان انا مريضة
– سلامتك مريضة فيكي ايه
– عندي سرطان في الثدي

بصلي بحزن وفضل صامت ثواني وبعدها اتكلم:

يتبببببببع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top