فضلت أصرخ بهيستريا وانا بحاول متسحبش لتحت المية وفضلت أردد:
– ابعدي عني، ابعدي عني
معرفش ليه وقتها وشها بقا مألوف، وزالت الغشاوة اللي على عقلي، البنت دي اللي خبطت عليا بالليل وخدت ولادي، وهي بنت الراجل اللي..
واتسحبت، اتسحبت بقوة رهيبة ناحية تحت، وبلعت المية، وحسيت بالموت ومبقتش قادرة أخد نفس واحد بس، وبرضه مقدرتش أتشاهد ولا اقول نص كلمة، وقبل ما اموت والفظ انفاسي الأخيرة حسيت بحد بيسحبني من المية، كان راجل من بلدنا ربنا بعته صدفة عشان يلحقني، ومسافة ما خرجني شوفت الجحيم كله..
تلت جثث طفوا على وش الترعة، ولادي الاتنين، وجثة بنت، بنت كانت صاحية من دقايق بتحاول تغرقني، أو يمكن عفريتها الله اعلم، بس انا دلوقتي اعرف كل حاجة، وصرخت، صرخت لحد ما أغمى عليا تماما..
بقلم: أحمد محمود شرقاوي
………
من تلت سنين ولادي اشتغلوا مع صاحب معرض عربيات وعملوا شغل كبير معاه بيقدر بخمسين الف جنيه، بس الراجل محاسبهمش، وفضل تلت سنين يأخر في السداد لحد ما من اسبوعين اتخانق معاهم وحلف ما هيديهم جنيه واحد.
ورجعوا ثايرين، عنيهم بتطلع شرار، وحلفوا لينتقموا منه، لحد ما من اسبوع لقتهم راجعين ومرعوبين، ولما فضلت أقرر فيهم قالوا انهم انتقموا منه في بنته، حاولت أصرخ كتموا صوتي وقالوا لو اتكلمت هيتعدموا، ولادي اغتصبوها وقتلوها ورموها في الترعة..
انا كنت اعرفها بس معرفة سطحية، بس هي رجعت تاني، قرينها رجع يخبط ع الباب، وعقلي فضل مشوش وحسيت اني اعرفها بس مش فاكرة مين دي، حتى ولادي الاتنين بسبب الفعل الشيطاني ده محدش فيهم افتكر انهم قتلوها من اسبوع واحد بس، كأنهم كانوا مشوشين زيي..
وقتلتهم، وكانت عاوزاني انا كمان، فعل شياطين، استدرجتني بصوت ابني، بس ربك يشاء ليا النجاة ويشاء ليهم الموت وانهم يطفو على سطح المية رغم انهم غرقوا من يوم واحد، وكأنه فعل شيطاني جديد منها، ورغم قهرتي وانتظاري للموت إلا اني عارفة انهم غلطوا، غلطوا غلط كبير، لو اتظلمت خود حقك من اللي ظلمك بس، مقدرتش فوض الأمر لقاضي السماء واتفرج على حقك وهو بيجي، انما تنتقم من حد مالوش ذنب فلا تلومن إلا نفسك، ادعولي بالله عليكم..
“إن الله لا يُحب المُعتدين”
بقلم: أحمد محمود شرقاوي