الفتاة الضحيه

بس صوت ابني عمال يتكرر، ووسط الضلمة كنت شايفة شبح، مجرد شبح عمال يتحرك بسرعة وانا بحاول الحقه او اجري وراه بأي طريقة..
بس حركته كانت سريعة، سريعة اوي، لحد ما وصل لطريق الزراعة اللي بيطلع على الطريق السريع، دخلت فورا وراه وانا لسة عمالة بنادي عليه بلهفة، بخوف، بتوتر، لحد ما وصلت على اول الترعة الكبيرة اللي بتفصل بين الطريق السريع والأراضي الزراعية..
واختفت كل حاجة، مبقتش شايفة ولا سامعة أي حاجة، اللهم إلا بنت، بنت كانت واقفة على حرف الترعة ولابسة لبس خفيف وعمال تغني وكأنها قاعدة على البحر، معرفش ليه حسيت بكهربا شديدة أول ما عنيا لمحتها، ريقي نشف وقلبي بدأ يدق بسرعة غريبة، مين دي وواقفة هنا بتعمل ايه من الأساس، فكرت أقرب منها واشوفها او اسألها عن ولادي بس اترددت كتير، وفضلت واقفة مش قادرة أشيل عنيا من عليها إطلاقا..
بس الغريب إني بدأت أسمع صوت اهات، وكأن فيه حد بيتعذب، والصوت كان مميز أوي، وواضح وضوح الشمس، ده صوت ابني، عمال يتوجع ويستغيث وينادي عليا، والأغرب ان الصوت كان جاي من الترعة، وبالأخص من عند البنت دي نفسها، معرفش ليه حسيت انها رابطة ابني وبتعذب فيه، ويمكن بتقتله، مسكت حجر كبير وقربت منها وانا بترعش، بتنفض، قربت وقربت لحد ما شوفت مشهد بشع، مش هنساه لحد ما أموت..
شوفتها ماسكة ولادي وبتغرقهم في الترعة من راسهم، والاتنين وشهم أزرق ومنفوخ وكأنهم شافوا الجحيم على الأرض، أول ما شوفتهم صرخت، صرخت بكل رعب الدنيا، مفيش لحظة واتحول وشها للون اسود متفحم، وبدون وعي رجليا خانتني ولقيت نفسي بقع في قلب الترعة، وحسيت ان جسمي دخل فيه مليون خنجر بارد بيقطع فيه، وفي لحظة شوفتها بتنط في الترعة بعد ما سابت ولادي، كانت جاية ناحيتي انا، جاية تغرقني وتقتلني..
فضلت أصرخ بهيستريا وانا بحاول متسحبش لتحت المية وفضلت أردد:
يتببببببببببببع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top