: قوليلها تمشي الشغاله يا زينه
– ليه يا وسيم، هي موجوده عشان تساعدنا
– وانا بقولك مش عايز شغالات
– يا وسيم انت عارف اني مش بعرف اعمل اكل
– هنطلب ديلفري يا زينه
– بس يا وسيم..
~لاقيته بيقرب مني وحط ايده على كتفي وبيبصلي بحب وبيقولي: – خليها تمشي عشان ناخد راحتنا يا حبيبتي، وبعدين انا هساعدك في كل حاجه، واصلا احنا هنخرج كل يوم ناكل برا، مش انتِ نفسك تاكلي بيتزا هنا
~ رديت عليه وانا لسه ببص في عيونه وحاسه انه بدأ يرجع طبيعي وقولتله: خلاص طالما دا هيريحك يا حبيبي
– خلاص انتِ والشغاله اتفضلوا
– حاضر يا هانم، ولو احتاجتي أي حاجه الموبايل دا فيه رقمي وخط الشركه، رني عليا وهتلاقيني هنا خلال دقايق
~ اخدت الموبايل منها ووسيم كان خرج الجنينه، اخدت الموبايل ودخلته الشنطه بسرعه خوفا من ان وسيم يشوفه وياخده مني
– الشغاله مشت؟
– ايوه يا حبيبي
– طيب انا طالع ارتاح
– وسيم
-………
– وسيم ساكت ليه
-……..
– ممكن تبصلي يا وسيم
– وسيم بنفاذ صبر: نعم يا زينه
– ايه اللي مضايقك
– مافيش حاجه مضيقاني
– هتداري عليا انا، على زينه حبيبتك ومراتك
– بالله عليكِ تسيبيني اطلع ارتاح
– طيب ممكن تقولي اللي مزعلك وانا هسمعك بكل حب
– وسيم بصراخ: ما قولتلك مافيش حاجه، ليه مصره تعصبيني مش فاهم
– زينه ببكاء: حرام عليك يا وسيم، انا معملتش حاجه عشان تزعقلي، طبيعي لما اشوفك متضايق أسألك فيك ايه
– انا طالع ارتاح، واعملي حسابك في اوضتين فوق انا هاخد واحده منهم وهسيبلك الاوضه اللي فيها الورد والشموع عشان تكوني مبسوطه
– بس انا مش عايزه غيرك معايا
– انا قولت اللي عندي
– طالما مش طايقني اتجوزتني ليه
-……..
– رد عليا يا وسيم، اتجوزتني وجبتني معاك هنا ليه
– مش عايز اسمع صوت
– لأ هتسمع، انا عايزه افهم انا بيحصل معايا كدا ليه، طول اليوم متغير، الفرق بين امبارح والنهارده فرق السماء عن الأرض، متغير معايا ١٨٠ درجه، مش حابب وجودي جايبني معاك هنا ليه
– انا لما اقول كلمه تتسمع يا زينه هانم
– زينه هانم! بتكلمني كدا ليه يا وسيم، بالله عليك في ايه يا حبيبي، ليه متضايق مني، طيب انا عملت ايه مزعلك كدا
-………
– حبيبي فيك ايه
– متقربيش مني تاني يا زينه هانم
– حرام عليك بحاول اراضيك وانت بتقسى عليا اكتر
-……….
– قولي طيب ايه اللي مزعلك
-……….
– انت مش وسيم حبيبي، انت واحد انا اول مره اشوفه
– طيب اعملي حسابك ان دا وسيم اللي هتشوفيه من هنا ورايح
– طب ليه انا عملت ايه عشان تتعامل معايا كدا
-………
– متجوزني عشان فلوس ابويا مش كدا
وسيم وهو يمسك بذراع زينه بغضب ويقول بإنفعال: انتِ بتقولي ايه يا حيوانه
– ااااااه، سيب ايدي يا وسيم، دراعي وجعني، انا مش قصدي والله
– مش انا اللي اتجوز عشان الفلوس يا بنت يونس المرشدي، فاهمه؟
– زينه ببكاء بسبب قبضة وسيم التي تسبب في ألمها: فاهمه يا وسيم، بس سيب ايدي
– كلمتي هنا هي اللي مسموعه، وانا بس اللي اقول اه ولا لأ، وانتِ عليكِ تقولي نعم وحاضر بس، فاهمه يا زينه هانم؟
– ااااه فاهمه
ترك وسيم ذراعها فجلست زينه على الأرض تبكي بألم وهي تمسك بيدها التي تؤلمها إثر قبضة حبيبها أو من اعتقدت انه حبيبها وقالت له: – انا واثقه ان في حاجه وصلتك للحاله دي، مستحيل دا يكون وسيم اللي معايا بقاله سنه، مستحيل اكون مخدوعه فيك، وسيم انا زينه حبيبتك ليه بتعمل معايا كدا؟!
– تخيلي بقى انك فعلا كنتي مخدوعه فيا يا هانم، وريني بقى نفوذ ابوكِ هينقذك مني ازاي، والله ما هتكون نهايته غير على ايدي، لسه يا زينه هتعرفي وسيم، انتِ وسيلتي في الانتقام، انتِ فريستي اللي اتعذبت عشان اوصلها
– زينه بصدمه: انت بتقول ايه يا وسيم!
أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاءِ الشنيع على ما سمعته أذني ورأته عيني..
أين أنا؟!
و إلى أين وصلت؟!
وجدتني في العراء، وحيدة، لا حول لي ولا قوة، اجتاحت عاصقةٌ ما أيامي، بل دمرتها، و صعفات الفقد تُوقظني..
يَبِسَ غُصني وتساقطت أوراقي، مالَ كَتِف قلبي، كهلت قامتي، وشاخت ملامحي، أُطفأت أنواري، تاهت دروبي، هُشِمت أحلامي، وفقدتني، اكْفَهَرَّتْ الحياة بعيني، تلفت قوتي، تحسستُ قلبي أكاد اُجزم أنه لا نبض فيه..
لم يعد لندبات القدر متسع في صدري.. أين ذاك الحبيب الذي كلما لاحت ذِكراه افتخرت به و شَمخت بأنه حبيبي وسيكون زوجي؟ ، أراه الآن وهو يقول انتِ وسيلتي في الانتقام، اي انتقام هذا؟ ولماذا؟ ومِن مَن ينتقم؟
يتبببببببببببع