– انت كويس يابني
– ايوة يابا انا كويس بس بس
– بس ايه يابني
– شوفت حلم صعب اوي يابا
– شوفت ايه يابني
– شوفت مسخ ماسك حديدة وبيكسر راسي وانت واقف تتفرج عليا زي الصنم، وصحيت دلوقتي موجوع كأن راسي متكسرة
دموعي نزلت، نزلت من الخوف على ابني، اطمنت عليه وقفلت، كنت واقف قدام القبر اللي لسة دافنين جواه الشاب اياه، انا واقف قدام القبر اللي دفنت فيه انسان حي، وقتها اتنفضت على صوت وشوشة في ودني، صوت مخيف، خشن، كان بيقول كلمة واحدة بس
“طلعني”
“طلعني”
رجعت الاوضة وانا بتنفض، خايف، في صراع رهيب مع ضميري، وقبل ما أقعد سمعت نفس الصوت تاني، صوت الخناقة اياها، جريت وانا بنادي بإسم ابني، وهناك لقيته من تاني، لقيته قدام المقبرة، وجسمي اتشل من تاني وخرج نفس الراجل، المسخ، وبنفس الحديدة نزل بيها على دماغ ابني مرة واتنين وتلاتة، وشوفت الدم، وسمعت الاهات والاستغاثات، وبكيت، وحاولت الحقه بس كان اختفى..
ومسافة ما اختفى اتصلت بيه، وسمعته بيحشرج بصوته وعمال يصرخ ويقول:
– انا هموت يابا حد بيحاول يقتلني وانا نايم، جالي مرتين يابا وكل مرة بتتفرج عليا
كل اللي قولته وقتها جملة واحدة:
– الحقني يابني في المقبرة القديمة اللي جمب مقبرة عيلة ابو عايش، لو لقتني جوة ميت اكرم جسماني وادفني دفنة محترمة
وده لأني فهمت، فهمت اني عملت مصيبة ولازم اداويها وإلا ابني هيدفع الثمن، لو اللي عمل الحادثة حي لازم الحقه، ولو ميت يخرج يروح لأهله يتصلى عليه ويتدفن دفنة تليق بيه، بس انا فاهم، فتح القبر وتحريك الميت عمره ما كان سهل، لازم تحصل مصيبة للي بيعمل كدا، وانا راجل عندي القلب ومش هتحمل أي حاجة من ده اطلاقا، الموضوع صعب..
مسكت حجر ضخم وكسرت القفل وفتحت باب القبر على آخره، وعلى أرضية القبر لقيته مكانه، كان لازم أخرجه واشوف بطاقة او حاجة تدلني على هويته وارجعه، ويولع هارون ومعارفه كلهم، الحق حق..
يتبببببببببببببببببع