مدفوn بالحيا بقلم أحمد محمود شرقاوى

امبارح كُنا في المقابر بعد نص الليل بندفن واحد صاحي، كنت شايف صواعبه بتتحرك كأنه بيستغيث بيا، وشايف صدره بيطلع ويهبط ولسة فيه النفس، بس كان لازم وحتمًا ولابد يتدفن وإلا هتحصل مشاكل في المنطقة كلها..
المدفون ده عربيته عطلت على الطريق ونزل يشاور لأكتر من عربية لحد ما حظه جه قدام عربية نقل،

 

close

العربية حرفيا هشمت الجمجمة وبقا شكل الوجه غريب، السواق نزل مرعوب واتنين من الغفرا اللي بيحرسوا الجبل نزلوا جري ومسكوا السواق، واتصلوا بكبير المكان الرايس هارون عشان يبلغوا الشرطة، وفعلا جه كبير الغُفرا وكان ناوي نية سودة للسواق، بس السواق فورا طلع من معاه ٢٠ الف واداهم للراجل وقاله نصا:
“خودهم وخرجني من القصة دي خالص”

وبعد تفكير طويل هداهم تفكيرهم الشيطاني انهم يدفنوا الراجل، كدا كدا بيموت، وده لأنه جثته لو فضلت في المكان معناه شرطة وتحقيقات وقصة كبيرة للغفير بتاع المنطقة، يبقا الأحسن نخفي كل حاجة والسواق يروح..
ومفيش أحسن من مقابر أبو عزوز اللي بعد مكان الحادث بخمسة كيلو بس، وانا كنت حارس المقابر دي، وهارون كلمته مسموعة على طول الطريق كله واللي يعاديه يبقا عادى الجن الازرق زي ما بيقولوا، جالي بكل هدوء وقالي انا معايا جثة وعايزين أي تربة فاضية مالهاش أهل ندفنه فيها، كل اللي جه في بالي وقتها انهم قتلوا حد في الجبل او خناقة من خناقات العرب، بس لما شوفت الراجل جسمي قشعر تماما..

الراجل عظام الفك والجمجمة متكسرين، ومع ذلك عنيه بتترعش وصوابعه بتتحرك برعشة كل لحظات، بصيت بخوف لقيت نظرة قاسية في عيون هارون، نظرة معناها متنطقش، طالما قولنا ميت يبقا ميت، رغم انه عنيه وصواعبه بيتحركوا بس هارون قال ميت..

رغم انه مسك كف إيدي كأنه بيستغيث بيا، بس هارون قال ميت يبقا ميت، ودخل المقبرة وحطناه على الرمل وقفلنا الباب الحديد الصغير المصدي، ومن جوة سمعت آهات، وكأنه بينادي عليا، كنت عارف انه حاسس احنا بنعمل ايه، رعشة الجسم المتوتر لما اتحط على الرمل، وحركة العين المضطربة، كل ده أكدلي انه عارف احنا بنعمل ايه..

يتبببببببببببببببببع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top