ممكن بسكوته

نفض دراعه – الحب مش غلط، بس أنتِ مينفعش تحبيني.
– ومينفعش أحبك لية؟
– لأنك فاقدة الذاكرة، لأن باباكي مـaـت وأنتِ هربتي من اهلك، ولأن أنا مش العالم، أنا مش بطل، أنا مش كل الناس، أنا واحد بس يا رحمة واحد بس.

وقفت مكاني متجمدة، شفته بيقرب خطوته مبصتلوش فكمل.
– اسمك رحمة عز الدين، عندك ٢٦ سنة، خريجة تجـaرة إنجلش، ومذيعة راديو، من شهر باباكي مـaـت وأنتي حصلك صـdـمة عصبية ودخلتي المستشفي، هربتي منها وكأنك بنت عندها ٨ سنين.. أنا أسف، أنا جبتك هنا النهاردة علشان افهمك بالراحة، وعلشان أنا وصلت لاهلك وزمانهم جايين.
رفعت عيني وبصتله – بابا مـaـت.. وأنت هتسبني؟
وبعدها وقعت في بحر ضلمة ومحستش بحاجة بعد كدا.

close

– طب كلي أي حاجة من ايد ماما يا رحمة ؟
ابتسمت وطبطت علي ايديها.
– هشرب نسكافيه في البلكونة يا ماما، نامي أنتِ.
لما فوقت في المستشفي، فوقت وكأني حلمت حلم مش علي مقاسي، حلم الحب مكنش ليا. افتكرت كل حاجة مرة واحدة، شفت اهلي حواليا، شفت دموع ماما، شفته واقف خايف فبصيت لبعيد.

X

– برضو مش هتردي عليه؟
– ماما من فضلك، قوليله أنا بقيت كويسة خلاص، ملوش لزوم الاهتمام دا، أنا مش طفلة.
– بس انا عمري ما شوفتك طفلة.
وقعت مني شهقة صغيرة لما سمعت صوته ورايا، ابتسامة صغيرة كانت هتترسم على شفايفي، بس مسكتها بسرعة ولفيتله، فهمت أن ماما خليته ييجي علشان يقعد معايا بعد ما رفضت ارد علي مكالماته اسبوع كامل. دخلته الصالون ودخلت وراه.
– ازيك يا زين.
– ازيك يا رحومة.
– رحمة.. اسمي رحمة، رحمة عز الدين الي عندها ٢٦ سنة، مش رحومة الصغيرة الهبلة أم ٨ سنين.
– رحومة كانت أنقي.
– رحومة كانت عامية، وأنت عارف بقي البشر، كلهم وحشيين.
– متحاوليش توحشي نفسك، أنتِ مش وحشة.
– ولا حلوة، مفيش حد طيب.
مسك علبة بسكوت وحطها جنبي ووقف.
– لا فيه، بس بنتعمي عنهم وقت الزعل، مش هي دي نظرتك ليا، أنا دلوقتي وحش، بس مش مهم، على العموم جبتلك البسكوت الي بتحبيه وكنت عاوز اطمن عليكِ بعد ما رجعتي لحياتك الطبيعية.. اتمنى متنسيش رحومة، هي متستهلش منك الموت.

ودعته واول لما قفل باب الشقة وراه عيطت، ماما جات قعدت جنبي واخدتني في حضنها.
– لية القساوة دي كلها؟
– علشان بحبه يا ماما.. بحبه.
– وهو كمان بيحبك.
رفعت وشي وبصتلها فابتسمت وهزت راسها.
– قبل ما يقولك الحقيقة بتلت أيام كان وصل ليا، قعد معايا وفهم أن حبك لباباكي وتعلقك بيه سبب الصدمة دي، ولما قعدنا مع الدكتور قال إن لازم تعرفي الحقيقة بشكل صـdـمة، ساعتها هو اعترض، بس الدكتور اقنعه إنك ساعتها هترجعي للواقع مش التوهه الي كنتِ عايشة فيها.
– يعني مكنش..
– مكنش عاوز يأذيكي، كان عاوزك تكوني كويسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top