فسألتها: أين منزلكم ..
فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل .. وقالت: هذا هو عالمنا أعيش فيه مع أمي وأخي خالد..
وسألتها عن أبيها .. فقالت: أبى كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة .. ثم توفي في حادث مروري ..
ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالديخرج راكضا إلى الشارع …
فمضيت في حال سبيلي ..ويوما بعد يوم ..كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث ..
سألتها : ماذا تتمنين ؟
قالت: كل صباح اخرج إلى نهاية الشارع ..لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة …أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ..مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ….ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور …أمنيتي أن أصحو كل صباح .. لألبس مثلهم..وأذهب وأدخل مع هذا الباب لأعيش معهموأتعلم القراءة والكتابة ..
لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ..قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة …وقد تكون عينيها .. لا أعلم حتى الآن السبب ..كنت كلما مررت في هذا الشارع ..أحضر لها شيئا معي ..حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..
وقالت لي في إحدى المرات ..بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهمقد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز …وطلبت مني أن أحضر لها قماشا وأدوات خياطة ..فأحضرت لها ما طلبت .. وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا …

