ليندا بدأت ترجع لطبيعتها الأولى، الغياب عن الوعي، والإبتسامة البلهاء اللا إرادية، والنظر بالعين على يمينها.
وبدأت تتألم من آثار الضرب.. يبدو إن الجن هرب منها، اللي كان الدجال جايبه علشان يخليها تنطق..
العم عدلي بص على ليندا، وبص ع الناس، وفهم التغير..
_ هو انتوا عملتوا في البنت ايه؟
رد عليه سيف
_ ده قال لنا انها هتنطق وتقول مين اللي عمله فيها كده، وفعلا نطقت لولا انك جيت..
_ هي اللي نطقت بردو.. اللي كان هينطق بدالها هرب أهو، لو هو معالج بصحيح يخليها تنطق في حضوري.
_ انت جيت خربت الدنيا يا عدلي..
بص عليه عدلي بغضب، ورفع العصاية ونزل عليه بعقاب أشد من الأول، وجري وراه من الأوضة.
_ امشي اطلع برة يا ابن الكلب..
الدجال هرب، والعم عدلي راح اقترب من ليندا، وبدأ يطبطب عليها.
_ يا حبيبتي يا بنتي.. بهدلوكي البقر دول
باس راسها، وضمها لصدره وهو بيحاول يهون عليها..
وقام يحاكم الأم والأب والخال والابن.
_ انتوا ايه حكايتكم.. وانت ايه حكايتك يا ابو زياد.. يا أخويا.. يا ابن أمي وأبويا؟ انت هتفضل دايما ماشي ومراتك كده.. تقول لك متدخلش اخواتك في حياتك تروح منفذ الكلام..
_ ملوش لازم الكلام ده يا عدلي.. احنا في مصيبة سودة..
_ ما انا عرفت ان انتوا في مصيبة سودة.. وعارف مين اللي كان سبب فيها، وتأكد بنفسي دلوقتي.. بس اقول ايه؟ مراتك كانت هتخرب الدنيا.. وانت علشان تنفي التهمة عن نفسك رايح تجيب دجال نصاب يبهدل بنتك؟
_ وانت عرفت منين يا عدلي؟
_ ابني خالد سمعك وانت بتحكي للدجال ده على ناصية الحارة، وبتحكي لك عن كل حاجة.. وعايز اعرف منكم التفاصيل الكاملة علشان أفاجئكم باللي متعرفهوش..
الأم واقفة ساكتة.. الأب مش عارف يتكلم.. مكسوف من أخوه اللي هو فعلا غلط لما راح يحكي سره للدجال، وطنش أخوه، علشان مراته دايما بتزرع فيه كره اخواته.
سيف بدأ بالكلام.. وحكاله كل حاجة لحد اللحظة اللي دخل فيها عدلي..
وقف عدلي يبص على الأم..
_ انت امرأة سوء.. طول عمرك سوء.. كنتي شاكة في كل دول.. ومعرفتيش تدافعي عن نفسك لما سألك الدجال بتروحي فين.. طول عمرك بتكرهيني وبتحقدي عليا علشان ظروفي المالية متيسرة، مع إني عمري ما قصرت معاكم، لكن انتوا اللي بترفضوني معرفش ليه، الحقد خليكي تبعدي عني أخويا وابن أخويا، وابقى ممنوع من دخول من بيتكم، مع ان أخوكي بيقعد هنا بالشهر..