عمري ما شوفت منك غير لهجة الأمر والنهي والظلم .. وأنا لازم أقول حاضر ونعم وتمام وتحت أمرك وتؤمر يا باشا !
أنا ضـ”حيت كتير عشانك بردُه !
سحب عصام منديلين من علبة المناديل وفتح إيدها وحطهم فيها وقال ببرود: خُدي .. إمسحي دموعك وروحي شوفي شغلك وأنا بليل هاجي، مش عاوز نكـ”د خالص .. يلا يا قلبي قومي
بصت له بصدمة وقالت بضيق: مش هفتح لك، أنا معتش عوزاك ! يا تتجوزني يا هفـ”ضحك !
عصام ضحك وبعدين إبتسم وبعدين كشـ”ر، وبعدين بقت ملامحه باردة بدون مشا”عر كإنه جماد، وقال ببساطة وصوت هادي، وليلى إنكمـ”شت في نفسها: طيب يا ليلى، بُصي بقى، لو عاوزة تعيشي وتفضلي كويسة، إمشي من قدامي حالًا ! أنا هند”مك على كلامك دة ! يلا
ز”عق في وشها: برة !!
طلعت ليلى من المكتب بخوف ور”عب وهي بتعيط وبتاخد نفسها بصعو”بة .. لكنها مسحت دموعها وقالت بقوة: والله لهند”مك أنا يا عصام !!
ومسكت فونها ودخلت الحمام، وقفت قدام المراية وعدلت شكلها وحطت روچ وإبتسمت، وداست على رقم هي مش مسجلاه .. أول مرة مردش، في المرة التانية رد ..
ليلى بد”لع: كدة يا قلبي متسألش عليا؟؟
فخر بتنهيدة: هجيلك يا ليلى بس مش النهاردة
ليلى بضحك: لا لازم النهاردة يا قلبي عشان أنا مسافرة في شغل ومش هرجع غير بعد شهر .. وبصراحة أنتَ وحشتني أوي
فخر أخد نفس عميق وقال: طيب هجيلك النهاردة بس هخلص شغل وأجي
ليلى بفرحة: تمام ..
قالت كدة وقفلت، وبصت لنفسها في المراية بحما”س وقالت: يبقى فخر هو إلي عليه العـ”ـين !
…… #هنا_سلامه.
آسر فتح عينه لقى نفسه في الحمام، أطرافه بدأ يحركها !
عدل نفسه وسند على البانيو وهو بيحاول يقوم وقام فعلًا !!
عيونه دمعت وهو بيبص لنفسه في المراية وهو بيسند على الحوض، فتح ماية الحنفية ونزل راسه تحتها ..
بيحاول يفوق، يفهم، يحس، يعرف الحقيقة ! يعرف إنه تا*يه وإنه لازم يعرف طريقه ..
كان بيفتكر ملامح بيلا وهو تحت الماية، لكن شال راسه وطلع وهو بيشـ”هق من الماية ..
حاسس إن نفسه كان بيتاخد بصعوبة، بص للمراية وإبتسم والدموع بتتجمع في عيونه وقال: لسة فيه أمل، لسة فيه أمل أتغير وأكون أحسن !
قال كدة وبدأ ياخد شوار، وهو مغمض عيونه وفي حالة هدوء نفسي، بعدها طلع من أوضته وقرب من الدولاب عشان يختار هدومه وهو بيفتح دولابه بإشتياق .. بيبص لقُمصانُه والچواكت بتاتعه .. والكمانجة كانت في أرضية الدولاب ..
مسكها وهو بيدمع وقال: 6 شهور حياتي إتغيرت فيها .. شهرين حبيت شجن فيهم في صمت ..
ساعتها حرك وتر من أوتار الكمانجة بحُزن وقال بصوت مبحوح: وشهرين قربت منها وقالتلي على الخـ”طة وإتجوزت بيلا وحصل بيني وبين شجن غـلـ”ط كبير أوي !
عزف على وتر كمان وقال ودموعه نازلة على الكمانجة: وشهرين عذ”بتني فيهم بيلا، إتشـ”ليت، مكنتش أنا، كنت تعبان، كنت حاسس إن روحي معدتش فيا وفي النهاية أعرف إن أخويا كان سبب من أسباب خـ”طفي، وياترا أنتِ فين دلوقتي يا شجن؟ ولسة شايلة إبني ولا لا؟
أنا بجد تعبان .. يا ريت أعرف أطلع من إلي أنا فيه وأقدر أغير حاجة .. أقدر أكون أحسن، أقدر أكون آسر مش بتاع زمان ولا دلوقتي، آسر جديد خالص، كل أحلامه يعيش في سلام ويعزف على أوتار قلبُه !!