فجأة توقفت وقد أغمضت عينيها وفقدت الوعى وآخر شئ سمعته كان رنين جرس منزلهم
استيقظت على يد تمسح على شعرها بحنان وصوت يحدثها بلطف.
فتحت عيونها ونظرت إلى الوجه الذي أمامها، كانت رنا ابنة خالها.
قالت رنا بحنان مختلط بالقلق: عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي ؟
أغمضت سلمى عينيها بتعب وقالت بصوت مبحوح: إيه اللي حصل؟
رنا بعطف: كنا جايين أنا وبابا وسمعنا صوتك وأنتِ بتصوتي ولما عمتي فتحت الباب لقيناكِ مغمى عليكِ ونادر بيحاول يفوقك فبابا أتصل بالدكتور.
زمت سلمى شفتيها بحرقة وفرت دمعة من عيونها.
قالت رنا بقلق: مالك يا سلمى بتعيطي ليه ؟بنبرة مرتعشة أخبرتها سلمى كل شئ فقالت رنا بدهشة: إزاي عمتي تعمل كدة وعايزة ترجعك بعد كل ده!
أومأت سلمى برأسها وهى تبكي فضمتها رنا بحنان إليها وقالت بشفقة وحزن: معلش يا حبيبتي متزعليش أن شاء الله هنلاقي ليها حل.
بكت سلمى في أحضانها وقد وجدت الحضن الدافئ الذي لم تجده عن أمها.
فجأة دلفت أمها بقوة تقول بجمود ووجهها خالي من أي تعبير: يلا البسي علشان تمشي مع جوزك.
على صوت بكاء سلمى فقالت رنا تحاول أن تهدئ الموقف: يا عمتي المواضيع مش بتتحل بالشكل ده على الأقل أستني لما سلمى تبقى كويسة شوية مش شايفة هى تعبانة إزاي
قالت عمتها بحنق واستنكار: نستنى إيه هى دي بقا فيها كلام خلاص؟ هى هترجع غصب عنها لو مش علشان خاطر مروان يبقى علشان خاطر اللي في بطنها
اتسعت عيون سلمى بصد@مة وهمست: اللي في بطني!
والدتها بسخط: ايوا يا هانم الدكتور لسة قايلنا أنك حامل!
نظرت لها سلمى بصد@مة ثم صرخت: مستحيل! مستحيل أكون حامل منه تاني! حرام !
بكت بقوة وضمتها رنا إليها وهى تقول لعمتها بجدية: عمتي لو سمحتِ اتفضلي حضرتك دلوقتي على ما سلمى تهدى وأنا هتكلم معاها مينفعش الأسلوب ده
نظرت والدة سلمى لها بغضب ثم خرجت من الغرفة أخيرا.
قالت سلمى ببكاء: أنا مش عايزة أرجع يا رنا ومش عايزة أكون حامل أنا عايزة أنزله.
شهقت رنا بذعر: إيه اللي أنتِ بتقوليه ده يا سلمى استهدي بالله حرام عليكِ يا حبيبتي.
سلمى بحرقة: ومش حرام اللي بيحصل فيا ده؟ ليه أرجع أعيش مع إنسان زي ده وأنا مش عايزاه ؟
مسحت رنا على شعرها بحنان: يمكن ده اختبار من عند ربنا يا حبيبتي لازم تبقى واثقة في حكمته.
سلمى بقلة حيلة: طب هعمل إيه يا رنا وهعيش معاه إزاي تاني؟
رنا بقوة: اعتبريه ميت ولا مش موجود
عقدت سلمى حاجبيها بتعجب: إزاي
تابعت رنا بموضوعية: طالما خلاص مش في إيدك حل غير كدة يا سلمى يبقى تعتبريه ميت وتعيشي علشانك وعلشان ولادك وبس.
ثم تنهدت: جزء من الستات بيعيش كدة لما يغلبوا من أنه جوازهم يتغيروا للأسف، المهم متحطيش حاجة في بالك واعتبريه ولا كأنه موجود فاهمة حتى أنزلي اشتغلي علشان متاخديش
منه حاجة هو ممكن يعايرك بيها بعدين لا يبقى معاكِ فلوسك الخاصة بيكِ وتجيبي كل اللي نفسك بيه وربنا يصلح لك أمورك يا حبيبتي
أغمضت سلمى عيونها بإستسلام ثم نهضت وارتدت ملابسها بمساعدة رنا وهى تشعر بكره شديد لكل شئ حولها حتى أنها تفضل حدوث كارثة لتحول دون رجعوها لزوجها
خرجت لتجد خالها يقف مع زوجها ووالدتها، اشاحت بنظرها بعيدا عنهم، أقترب منها خالها وقال بجدية: أنا اتكلمت مع جوزك يا حبيبتي ووصيته عليكِ وأنتِ لو حصل أي حاجة كلميني وأنا هكون عندك فورا.
أومأت برأسها دون أن ترد ثم غادرت دون أن تلقي نظرة أخيرة على والدته
كانت صامتة طول طريق العودة وحين دلفوا إلى الشقة مع مروان النائم الذي يحمله والده، جلست على الأريكة أما نادر تجوع لغرفة الأطفال ليضع مروان في سريره.
حين خرج قال بمرح: نورتِ بيتك يا حبيبتي مع أنك مغبتيش عليه كتير.
ثم ضحك بإستفزاز وهى لم ترد عليه أو تعيره أي إهتمام.
أقترب منها بإبتسامة وكان يضع يده على خدها حين انتفضت بقوة وهى تصرخ: أوعى إيدك عني وأوعى تفكر تلمسني أبدا! قال بإستهجان: إيه الكلام البايخ ده؟
سلمى بتحدي: ده مش كلام بايخ ده الواقع واللي هيحصل من هنا وجاي أنا رجعت معاك غصب عني وأنت عارف كدة كويس وأنك تفكر أنه كل حاجة هترجع طبيعي يبقى بتحلم
قال بتحذير: يعني ده آخر كلام عندك يا سلمى.