صمتت والدتها وهى مذهولة فتابعت سلمى: ومقدرتش اسامحه تاني، لميت هدومي وجيت ولما قولتله أني هطلق منه قالي أنه مش هيطلقني ولا هيخليني أطلق منه وهيسيبني عاملة زي البيت الواقف
بدأت تبكي مجددا بصوت منخفض حتى قالت والدتها فجأة: بس أنتي مينفعش تطلقي يا سمى
رفعت سلمى رأسها ونظرت لوالدتها بصد@مة: إيه؟
سلمى بعدم تصديق: يعني ايه مينفعش أطلق منه يا ماما؟
بقولك خاني مرتين وحتى مش ندمان المرة دي ولا هامه أي حاجة
والدتها بحزن: بس يا بنتي علشان خاطر إبنك والناس…
قاطعتها سلمى بغضب: أبني هو إبنه اللي هو مش مهتم بيه؟ والناس هيعملولي إيه يا ماما؟ لاحد عايش ولا هيعيش مكاني ولا هيقهر بدالي! أنا صبرت واستحملت وسامحت مرة ومش هعملها تاني.
ربتت والدتها على كتفها وقالت بتردد: خلاص يا بنتي مش هنتكلم دلوقتي أنتي نامي وارتاحي بس.
زفرت بتعب وهى تهدئ نفسها قبل أن تتمدد وتنام، استيقظت على يد تربت على خدها بحنان، فتحت عيونها لتجد أبنها مروا
أبتسمت له: صباح الخير يا حبيبي.
أبتسم لها ببراءة: صباح الخير يا ماما هو بابا هيجي أمتى ؟
اختفت ابتسامتها وقالت بجمود: مش قولتلك يا حبيبي أنه بابا مشغول مش هيعرف يجي.
أومأ برأسه وظهر الحزن في عيونه فضمتها إليه وقالت حتى تهون عليه: متزعلش يا حبيبي مش أنا موجودة وتيتة كمان موجودة وكمان هننزل أنا وأنت نجيب حاجات من السوبر ماركت حلوة كتير وهسيبك تلعب مع الولاد في الشارع كتير النهاردة ومش هقولك أطلع بسرعة زي كل مرة.
نظر لها مروان بفرح: بجد يا ماما ؟
أبتسمت له بحنان: بجد يا حبيبي
دلفت والدتها لتقول لمروان بجدية: مروان روح ألعب أحمد مع إبن جارتنا وأنا هتكلم مع ماما شوية.
أومأ مروان بطاعة ثم غادر لترفع سلمى بصرها لوالدتها: فيه حاجة يا ماما؟
جلست والدتها: اه طبعا يا بنتي إحنا لسة معرفناش هنعمل ايه في موضوعك.
عقدت سلمى حاجبيها وقالت بإستنكار: هو أنا موضحتش لحضرتك موقفي ولا إيه يا ماما؟ أنا لا يمكن أرجع للبني آدم ده أبدا!
قالت والدتها بحدة: يعني هتطلقي؟ وبعد ما تطلقي ايه اللي هيحصل ؟
سلمى بحيرة: قصدك ايه يا ماما
أكملت والدتها: يعني هتطلقي وهتيجي تعيشي هنا معايا مفكرتيش في نظرة الناس ليكي ولابنك بعد طلاقك، الولد يا حبيبي هيفضل يتعاير أنه أبوه وأمه مطلقين وكمان هنعيش ونصرف منين أنا بقبض معاش أبوكِ الله يرحمه هيكفينا إحنا التلاتة إزاي ؟ الناس هتبص لك وتعاملك إزاي بعد ما
تطلقي؟