سألها مروان بصوت منخفض: كنتِ فين يا ماما؟
سلمى بصوت مُجهد: كنت تعبانة شوية يا حبيبي وأنا رجعت أهو.
نظر لها بتساؤل: طب بابا فين؟ ومكنش بيسأل عليا ليه؟
نظرت له سلمى بحزن ولم تجد ما ترد به عليه.
قالت رنا بسرعة لإلهائه: مروان يا حبيبي ايه رأيك تروح تجيب آيس كريم من تحت
نظر لها مروان بحماس فأعطته النقود ليهبط.
حين تأكدت رنا من مغادرته التفتت لسلمى التي هبطت دموعها وقالت بنبرة جدية: خلاص قررتِ هتخليه يدخل السجن؟
زفرت بشدة وردت بنبرة مرتعشة: صدقيني كنت لحد آخر لحظة بفكر بجد أعملها ولا لا، جزء مني بيفتكر اللي عمله فيا وفي إبنه وكنت هخسره بسببه فبحس أني ناحيته بالكره والاحتقار وجزء مني بيفتكر مروان واللي في بطني وبحس أني مش عايزة في يوم يعرفوا اللي حصل وإني سجنت والده
صمتت وهى تزدرد ريقها بصعوبة ثم تابعت والاشمئزاز يظهر على وجهها: لكن أنتِ مشوفتيش اللي أنا شوفته يا رنا، لما وصلت هنا وشوفته وبصيت في عينيه، مكنش فيه أي ذرة ندم على اللي عمله يا رنا، شوفت في عينيه أنه مستعد يكرر اللي عمله تاني، اترعبت بجد يا رنا كنت خائفة أوي، إزاي أنا كنت عامية عن حقيقته كل السنين دي، يا ترى دي كانت حقيقته من البداية ولا هو اتغير مع الوقت؟
ضمتها رنا إليها بقوة وهى تقول بحزن ممزوج بالعطف: متزعليش نفسك يا حبيبتي هو يستاهل كدة وأكتر كمان، الحمدلله أنه المحامي قالك تقدمي بلاغ ضده الأول.
أومأت سلمى برأسها وهى تتذكر حديث المحامي الذي نصحها بتقديم بلاغ ضد نادر وتقديم تقرير المستشفى الذي يوضح أن ما حدث لها كان دفعة متعمدة ومقصودة.
فجأة دلفت والدتها للشقة ووقفت أمام سلمى تنظر بغضب وصاحت بها بصوت عالي: أنتِ إزاي تسجنِ جوزك يا هانم؟