….. بابا لو سمحت عايزة أتكلم معاك ف موضوع مهم رد عليّ وقالي:
….. تعالي يا عروسة … خير يا حبيبتي عايزاني ف إيه بصّيت على مراته اللي قاعدة ف وسطنا وعاملة نفسها مش سامعة … وقُلت له :
…. عايزاك لوحدك يا بابا
وف ثانية الدنيا ت حريقة … إزاي أطلب من أبويا دقيقة من وقته … إزاي أقوله عايزاك لوحدك … قامت سعاد من مكانها وهي بتمثل الحزن وقالت:
….. أنا سايبة لكم البيت كله وماشية …. أصل أنا العزول اللي هت عليكم فرحتكم ….
طبعا بابا قام وراها يجبر بخاطرها ونسي خاطري اللي ات من سنين …. ده حتى مافكرش بعدها يسألني
طول السنين اللي فاتت
شان كدا قررت أتجوز وليد واتجاهل كلام والده …. مهما شُفت منه مش هيكون زي العذاب اللي عايشاه دلوقتي …. لازم أتجوز وامشي من جحيم مرات الأب ف أسرع وقت …. ومهما كانت النتيجة هتها. … عادي يعني ما أنا طول عمري متة وساكتة. ….
وبالفعل ات وليد وأنا فرحتي مكسورة … كنت خايفة منه وف نفس الوقت شايفاه ملجأي الوحيد …. مامته سابتنا أول أسبوع لوحدنا وقعدت عند أختها. … كان أسبوع جميل أوي. .. تقريبا كدا أحلى أسبوع ف حياتي. … اكتشفت فيه إن وليد إنسان بمعنى الكلمة ….حنين أوي وطيب لأقصى درجة شُفت فيه الأب والأخ والحبيب …. استغربت أوي كلام باباه ليه يقول عليه الكلام ال ده …. ليه يشوّه أخلاقه بالشكل ده فكرت احكي له عن مقابلة والده ليا …. بس مش عارفة ليه كنت مترددة ة ….. عشان كدا حاولت اتناسى الموضوع ده وحمدت ربنا من قلبي على حياتي الجديدة … وعلى وليد اللي اعتبرته هدية ربنا ليّ بس للأسف اكتشفت بعد كدا إن البدايات دايما بتخدعنا …. دايما بتتجمّل وتتلّون على اللون اللي يزغلل عينينا …. ومع الوقت يبدأ لونها يطفي خطوة خطوة لغاية ما يوصل للون الأسود … ومن هنا بتبدأ الحقايق كلها تظهر وتوضح اكتر من أي وقت فات. ….