رواية كاميليا. الجزء الأول

رواية كاميليا (كاملة جميع الفصول)بقلم ندا سليمان
مش عارفة ابدأ حكايتي منين؟ أمممم خليني ابدأها بأصعب لحظة مrت عليا ، في يوم خميس الساعة واحدة بعد نص الليل ، صحيت على صفعة من جوzي ، كان ماسك في إيديه، شريط منع الحمل إللي كنت مخبياه عنه وموبايلي، فاتح عليه رسالة بيني وبين ابن خالتي وبيسألني عنها

سأل من غير مايdيني حق الإجابة ، رماني في قفص الاتهام وحكم عليا من غير ما يسمع كلمة واحدة، أنا حتى مالحقتش أنطق من كتر الdرب!
طيب أخلف تاني ازاي وإحنا مش قادرين نصرف على بنت واحدة! مامته بتزن ع الخلفة تاني عشان مش عايشة معانا ولا شايفة وضعنا ، حاولت أشرحله أسبابي بس ماسمعنيش!

حاولت أفهمه إني كنت بستلف من ابن خالتي فلوس علشانه وعلشان أكشف على بنتنا ويمكن يوصل لأهلي حالي
و قلبهم يحن، بس ماصدقنيش رغم إن الرسايل كلها واضحة قصاده ، اتهمني في عرضي وdربني وأهانّي ، كنت فاكرة الخناقة زي كل مrة هتنتهي هنا أو بإنه يحbسني شوية لكن اتفاجئت بيه بيرميني بره البيت بهدوم النوm ويقفل باب الشقة ،

كنت مصد*ومة و بعيط زي العيال الصغيرة وأخبط ع الباب عشان يفتحلي استر نفسي ، خايفة أنده أو أخبّط بصوت عالي حد من الجيران يخرج ويشوفني بالمنظر ده ، كنت فاكرة إنه بيعا*قبني شوية وهيفتح الباب ويدخّلني بس للأسف مافتحش، أول ما سمعت بنتي بتصrخ قلبي وجعني ولقتني بخبّط وأصر*خ بصوت عالي لحد ما الجيران إللي قصادنا فتحوا الباب ،

اتصد*موا لما شافوني باللبس ده ، جاري اتكسف ودخل بيته، جاب عباية من بتوع مrاته ونده عليها من ورا الباب سترتني بيها ، ماكنتش في وعيي عاوزه أحضn بنتي وأطمنها وبس ، جارتي حاولت تهدّيني ، فقدت الوعي وفقت لقيت نفسي في صالة بيتها، طمنتني إن جوzها راحله وبيحاول يهدّيه ويتوسط بينّا

كنت عارفه إنه مش هيسمعله كالعاده وبالفعل سمعناه وهو بيهينه ويطرده ، بعدها دخل وقالنا إنه أخد البنت ومشي ، قمت بسرعة ألحقهم ، كنت بجري ع السلم وجارتي ورايا ، مالحقتهوش، أخد بنتي ومعرفش راح فين !
جارتي عرضت عليا أبات عندها لحد الصبح بس أنا مكسوفة منها ومن جوzها بعد الوضع إللي شافوني فيه ، ده غير إن ماكنش هيجيلي نوm وبنتي مش في حضnي!

شكرتها ع العباية والحجاب ومشيت ، ماكنتش عارفة أروح فين ولا أتصرف ازاي ، فضلت أجري في الطريق إللي مشيت فيه العربية يمكن ألحقهم!

ماكنتش حاسه بوجع رجليا بس ماقدروش يشيلوني أكتر من كده فوقعت ، فضلت أبكي وافتكر كل إللي مrيت بيه وإللي عملته في نفسي ، مابقتش قادرة أستحمل ، قررت أنهي مأساتي ، وقفت و في نفس اللحظة إللي كنت رايحة أترمي فيها في حض*ن المو*ت سمعت صوت بنتي و قلبي ماطاوعنيش أسيبها ، فقت في آخر لحظة ، قعدت ع الرصيف أعيط بقهرة مش عارفة المفروض أعمل إيه ولّا أروح فين؟!

يمكن اتصد*متوا من إللي حصلّي من جوzي بس الصد*مة الحقيقية لما تعرفوا إننا اتجوzنا بعد قصة حb خمس سنين!
من سبع سنين كنت عايشة حياة تانية ، كاميليا الشناوي البنت الوحيدة لصاحb أكبر مصانع الحديد والصلب فطبيعي أعيش مُدللة ومُرفّهة، طلباتي مُجابة من قبل ما أطلبها ، لحد ما دخلت كلية الإعلام

كنت مبسوطة أوي عشان دي أول مrة أدخل في طريق من اختياري أنا وبمجهودي ، عشان كده رفضت أدخل جامعة خاصة، ما صدقت ألاقي فرصة أبعد بيها عن سيطرة بابا ونفوذه شوية ، حياتي كانت طبيعية، بنت مليانة حماس وحياة لحد اليوم إللي رحت فيه زيارة لصحbتي في كلية الهندسة ،

كانت واقفة مع مجموعة من زمايلها وواقف وسطهم واحد بيخطب فيهم ويتكلم بحماسة وثورية عشان يشجعهم مايسكتوش عن حاجة حصلت في الكلية عندهم ماكنتش أعرف إيه هي ولا كنت مrكزة غير فيه ، شكله وهو بيتكلم جذاب أوي ، وقفت جنبها منتبهة بكل حواسي لحد ما عينه جت في عينيا و كإن كل الواقفين حولينا اختفوا وكل الأصوات سكتت ،

وقتها اتمنيت لو الزمن يقف وتطول اللحظة دي بس للأسف انتهت بسرعة و خلّص كلامه ، قعدت مع صاحbتي في الكافتيريا شاردة ، لسه تحت تأثير اللحظة ومش قادرة أترجم اللغبطة إللي جوايا!

وفجأة لقيته جاي علينا مع صاحbه إللي في نفس الوقت خطيب صاحbتي ، اتلاقت عيونّا للمrة التانية ، أول مrة أحس بكده ، قلبي بيدق بسرعة وحاسه بتنميل في كل أطرافي ، وقفوا عند الترابيزة بتاعتنا وأنا قاعدة متوترة جداً من نظراته فقال لصاحbه :

_ مش هتعرّفنا؟
_ طبعاً إنت عارف نور خطيبتي ودي صاحbتها كاميليا في إعلام
ابتسم و رحb بيا فكمل خطيب صاحbتي :
_ أعرفك يا كاميليا م

قاطعه و مد إيديه بالسلام وهو بيقول :
_ محمود في تالته هندسة
ابتسمت ورحbت بيه من غير ما أمد إيديا فاعتذرت نور وقالتله :
_ معلش يا هندسة أصل كاميليا دقة قديمة شوية ومابتسلمش على رجالة

بصتلها بلوم وقلت :
_ هو الصح دلوقتي بقى دقة قديمة؟!
سحb إيديه ولسه مبتسم بعدين قال لنور :
_ بالعكس هي مش دقة قديمة ولا حاجة ده الصح وأنا آسف إني اتسرعت واتصرفت غلط
_ ولايهمك ، هستأذنكم عشان العربية وصلت

بعد ما روّحت لقيت نور بتكلمني وتقولي إن محمود معجب بشخصيتي ومبسوط إني ملتزمة في لبسي وتصرفاتي ومستغرب ده جداً ، ماكنتش مندهشة من استغرابه عشان اتعودت من إللي بيتعاموا معايا ولا يعرفوا أنا مين حاطين صورة في ذهنهم إني لازم أكون صايعة وبعمل كل حاجة غلط!

مش بلومهم الإعلام يقدر يزرع أي فكرة بمنتهى السهولة
كنت خايفة من إنجذابي الغريب ليه ، خصوصاً إني غصب عني لقتني كل ما أروح لنور عيني لوحدها بتدوّر عليه في كل الوشوش حولينا ولما ألمحه أحس بمشاعر غريبة وجديدة عليا ويا سلام على إللي بيحصل لقلبي لما يبتسم ،

شخصيته جذابه أوي ، راجل بيجمع بين الجدية و الدmم الخفيف ، بيتعصب للحق ويلين في لحظة كإنه شخص تاني غير إللي كان بيزعق ويتكلم من شوية ، تركيبة عجيبة شدتني بس كنت كل ما يحاول يقرب مني ويدخل دايرة حياتي إللي قفلاها عليا أفرمل نفسي وأرجع خطوة ، كنت عايشة في صراع ، أنا اتربيت على إن لازم يكون في حدود في التعامل بين البنت والولد وإن الحb ده في الأفلام، أما على أرض الواقع ممنوع ،

فجأة لقتني غصب عني بغرق في بحر الحb ولما حاولت أهرب كنت زي إللي بيسبح عكس التيار!
وبعد زن من نور ومحاولات كتيرة منه في النهاية استسلمت للغر*ق !
ارتبطنا في السر محدش يعرف غير نور وخطيبها، واتفقنا إننا نحوّل الارتباط ده لخطوبة رسمي بعد ما يتخرج ويلاقي شغل ، كنت مسحورة ، أخيراً عشت الحb إللي كنت بشوفه في الأفلام!

مrت سنة والتانية والتالته والرابعة وأنا لسه عند وعدي وكل ما يتقدmملي حد أرفض وأتحجج بالدراسة ، أخيراً لقى شغل في شركة صغيرة وكان عند وعده، تاني يوم بعد ما استلم الشغل قالي إنه عاوز يقابل بابا ، كنت طايرة من الفرحة أخيراً الحلم هيتحقق؟ أخيراً هيجمعنا أنا و7بيبي بيت؟ كنت ساذجة والحb عاميني بفكّر بقلبي وبس ولاغيه عقلي، فاكرة إن كل حاجة بسيطة وسهلة بنفس السهولة إللي بتجيلي بيها أي حاجة أطلبها !

كنت مكسوفة أكلم بابا عنه فحكيت لماما وأخويا الصغير عشان كان أقرب واحد ليا في إخواتي التلاته ، أكيد ماحكتش تفاصيل لكن قلت إن فيه إنسان كويس عاوز يتقدmملي ، ماما قالت لبابا وطبعاً سأل عنه وعن كل فرد في عيلته ولقيته بيرفض ،

فضلت أعيط لماما وأخويا لحد ما أقنعوه يقابله ، وبالفعل جه البيت ، بابا قعد معاه في الجنينة لمدة ساعة واحدة وأنا براقبهم من بلكونة أوضتي ، ملامح محمود وهو ماشي قلقتني ، وأول ما مشي من البيت كلمته لكن ماردش عليا ، سألت ماما عن إللي حصل فقالتلي إن بابا شايفه شخص مش مناسب ليا قولتلها :

_ علشان يعني مش من نفس الطبقة إللي حضراتكم بتتباهوا بيها!
ردت بانفعال :

_ كامليا، إنتِ عارفة كويس أوي إننا لا بنتباهى بحاجة ولا ده تفكير بابا والدليل إن ابن خالتك اتقدmملك وهو لسه بيدرس وبيبني نفسه وباباكِ كان موافق لكن الشخص ده باباكِ بيقول حاسه غير مسئول ومش هيقدر يفتح بيت وكل كلامه غير واقعي

_ كان موافق عشان ناوي يشغله معاه يعني ضامن الوظيفة ، ليه مايعملش مع محمود كده ؟ شايفه لسه بيبني نفسه يشغله ويديله مrتب يفتح بيت

_ يا 7بيبتي شيلي الغشاوة إللي حطاها على عينيكِ، يمكن معجبة بيه شوية أو ياستي بتحbيه بس الجواز مش حb وبس الجواز أكبر بكتيير من الحb ولو الشخص إللي هتعيشي معاه مش هيقدر يقدmملك غير الحb بس فتأكدي إن العلاقة دي هتفشل ، وبعدين بابا لما سأل عنه لقى معلومة مهمة ، مامته كانت عامله في باباه محضر عشان dربها ، واحد اتربى وشايف قدام عينيه أبوه مش بيحترم أمه يبقى هيحترمك ازاي!!

_ وهو ذنبه إيه ؟ ما كل البيوت فيها مشاكل ، محمود مختلف
_ الموضوع ده مفيهوش نقاش تاني يا كاميليا خلاص ، يمكن تحسي قرار باباكِ ضد رغبتك بس اسمعي كلامه الأب والأم بيبقى عندهم خبرة في الحياة وشايفين الأمور من فوق بكل أبعادها غير النظرة المحدودة إللي إنتِ بتستخدmمي فيها قلبك وبس!

قلت بعند :
_ بس أنا بحb محمود ومش هتجوz غيره
سابتني و قبل ما تخرج قالت :
_ ماتنسيش إن أبوكِ بالذات مستحيل يجي بالعند

خرجت فانهرت ، ماكنتش بفكر في أي حاجة غير إني عاوزه أبقى مع محمود ، عشان كده تاني يوم روحتله المكتب ، كان بيتهرب مني ومش عاوز حتى يسمعني ولما بكيت لان ، قالي إن بابا جه على كرامته وقاله إنه مش هيقدر يعيشني يوم واحد من إللي عيشاه في بيت أهلي ، كنت حاسه بالغضب، في لحظة نسيت أهلي ونسيت كل حاجة اتربيت عليها ولقيتني بقوله بس أنا عوزاك إنت وهختارك إنت وهقف جنبك للنهاية ،

روحت البيت وأنا مقررة أحارب عشان حbي ، حbست نفسي في أوضتي و منعت الأكل ومحمود بيتواصل معايا ويشجعني على عِندي عشان نبقى مع بعض ، نقلوني المستشفي بسبب قلة الأكل ورغم كل محاولاتي بابا زاد إصراره على الرفض ، لحد ما لقيت محمود في يوم بيقولي
” مفيش قدامنا غير إنك تهربي من البيت! ”

رواية كاميليا. الجزء الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top