قومى يا بت انجرى اعمليلى كوبايه شاى
تنظر إليها بانكسار حاضر يا خالتى
حسنات : جاتك خوته فى دماغك …انتى لسه واقفه تبصيلى غورى من وشي بدل ما اقوم اعرفك شغلك …
تذهب تمارا وهى منكسرة الخاطر فهى لا تعلم ما ذنبها فى هذه الحياة أن تولد يتيمه …كانت تتمنى أن تحظى بحنان الام والاب ….
كم تمنت أن ترى اى صورة لوالدتها ووالدها ولكن دائما تذكرها خالتها حسنات بأن البيت شبت به حريقه أنهت على كل شئ تدمع عينيها بحسرة والم …أغمضت عينيها وهى تتمنى أن ت*مو*ت مثل والديها فلا أحد يشعر بها فى هذه الدنيا تستفيق من أفكارها على صوت زعيق حسنات
انتى يا زفته مش بنادى عليكى ..انطرشتى ولا ايه
تمارا بصوتها الناعم الرقيق : آسفه يا خالتى سرحت
حسنات وهى تلوى ذراع تمارا : سرحتى فى ايه …اياك حسك عينك تكونى عرفتى اى شاب
دا ادفنك هنا …
تمارا بتوجع : لأ والله يا خالتى ..انا افتكرت بابا وماما ..تتركها حسنات بعد أن ترمى بها أرضا
حسنات : انا خارجه مشوار ارجع الاقى البيت متنضف والأكل جاهز …وابقي استحمى والبسي الفستان اللى على السرير .والشوز اللى معاه علشان جاى لينا ضيوف …على الله يطمر فيكى ..
تمارا : حاضر ..بقلم منال عباس
تخرج حسنات وتغلق بوابه البيت ورائها بالقفل فدائما
تغلقه خوفا أن تهرب تمارا ….
فهو عبارة عن بيت صغير أمامه حديقه صغيرة محاوطه بسور عالى وأشجار عاليه تحجب كل شئ بالخارج …
فمنذ أن كانت طفله ذات 3 سنوات لم ترى الشارع
ولم تتلقي اى تعليم فى المدرسه كل ما تعلمه عن الخارج يتمثل فى الافلام التى تشاهدها فى التليفزيون ….
اعرفكم بنفسي
ان تمارا ..حظى فى الدنيا أن اعيش بدون اب ولا ام
نفسي أخرج وأشوف الدنيا بس خالتى حسنات
ديما قافله عليا …عندى 18 سنه كلهم زى بعضهم
مفيش فرق غير أن كبرت وخراط البنات خرطنى زى ما خالتى بتقول …
ديما لما. بيجى ضيوف لخالتى حسنات تدخلنى الاوضه وتحذرنى حد يشوفنى ولا يسمع صوتى ..
وبتقول أنها خايفه عليا …الحقيقه مش عارفه أن كان خوف ولا شئ تانى من كتر قسوتها عليا
تمارا : اما اقوم انضف بدل ما ترجع تبهدلنى
وقامت بتنظيف المنزل بسرعه فهى ماهرة فى ذلك فمنذ صغرها وهى تنظف حتى أصبحت ماهرة فى التنظيف والطهى ..
بعد أن أنهت كل شئ تذكرت الفستان جريت على حجرتها كى تراه ..
تمارا باندهاش وفرحه شديدة :معقول الفستان دا ليا …اول مرة خالتى حسنات تجيبلى فستان جديد
وكمان شكله حلو أوووى …
دخلت الحمام وأخذت شاور سريع
وخرجت لترتدى الفستان فكان مقاسها بالضبط
ارتدت الحذاء العالى وفرحت به وبدأت تتمشي به فهى لم تعتاد ارتداء حذاء بكعب …تذكرت الافلام وكيف للفتاة الفقيرة أن تتعلم اى شئ وبدأت تقاوم حتى استطاعت أن تمشي به بسهوله
كان فستان ابيض طويل ضيق يبرز مفاتن جسدها النحيل ..فردت شعرها الأسود الناعم الطويل الذى يتعدى ركبتيها لتبدو كالجنيه فى الافلام الخياليه
فهى بيضاء متوسطه الطول مستقيمه القوام
تمتلك شفتين ممتلئتين وعينين سوداء بسواد الليل
بشرتها البيضاء بملامحها الجميله تبدو كالبدر فى تمامه ….منال عباس
خرجت لتجلس على الكرسي لتنتظر خالتها حسنات
مر عدة ساعات ولم تعود حسنات لأول مرة تخرج وتغيب كل تلك الساعات بدأ القلق يدب فى قلب تمارا فالبرغم من قسوة حسنات عليها إلا أنها ليس لها أحد فى هذه الدنيا سواها …
جلست قلقه ثم قامت لتخرج إلى حديقه المنزل
لعلها تراها ….ولكن دون جدوى …فالاسوار العاليه للحديقه تمنع رؤيه اى شئ بالشارع ……
ظلت تذهب ذهابا وإيابا ….حتى أتى الليل
بدأ الخوف يدب فى قلبها الصغير …وأسئله كثيرة