– خلاص يا ماما … عشان مستر نديم مشغول
– لا ابدا سيبيها براحتها
رمقتها امها ببراءة:
– انا بس بقوله الحقيقة لاحسن يفتكرك مفترية ولا حاجة
نديم بتفهم:
– لا حضرتك في فرق بين الافترا والشجاعة وانا فهمت موقف كاميليا منه.. هي كانت خايفة على البنت مش اكتر.. بس برضو ده مش معناه أن كاميليا تكرر التصرف ده تاني عشان متعرضش نفسها لاي خطر
اومأت امها :
– عندك حق والله كل شوية اقولها كده
همس نديم محاولا إقناعها:
– أنا كنت حابب أن حضرتك توافقي أن كاميليا ترجع الشغل
هزت رأسها بنفي:
– والله ما كان له لزوم تتعب نفسك .. كاميليا عارفة رأيي في موضوع الشغل بقى مرفوض .. انا مش هستنى يجرالها حاجة .. وانت كتر خيرك يا باشمهندس
نظر نديم إلى كاميليا قائلا بابتسامة :
– انا عارف ان حضرتك خايفة عليها ..بس كاميليا شاطرة ودماغها حلوة وبتتعلم بسرعة .. خسارة أن حضرتك بعد كل ده تخليها تقعد في البيت لمجرد انك خايفة عليها من حاجات ممكن متحصلش
قاطعته صفاء و هى ترد بقلق:
– ما هي برضو متروحش ترمي نفسها في النار
نديم بحرص:
-مفيش نار يا طنط .. هما استغلوا ان الشارع فاضي وهي لوحدها وبالليل… لكن الحمدلله ربنا سترها معاها.. مينفعش أننا نستخبى عشان خايفين من حد يأذينا .. لا طبعا ده مش صح .. الصح أننا نواجه اللي قدامنا بكل شجاعة بس في نفس الوقت مأمنين نفسنا كويس اوي .. عشان اللي قدامنا حتى لو فكر يغدر ميلحقش
ردت صفاء بعدم فهم:
– وهي بس هتعرف تواجههم ازاي ولا تحمي نفسها ازاي !
رد نديم بهدوء:
– انا عندي في الشركة سواق خاص احتياطي وهو يعني السبب اني اقدر اساعد كاميليا…اكيد كاميليا حكتلك عن شجاعته واللي عمله معاها لما انقذها
– بصراحة دعيتله والله ربنا يكرمه ويستر طريقه .. راجل ابن حلال فعلا ولولاه كان بعد الشر بنتي حصلها حاجة…وطبعا شكرا لحضرتك عشان انت جيت في الوقت المناسب وانقذتها معاه
– الحمدلله عدت على خير … السواق ده لما بكون تعبان او رايح مشوار طويل ومش قادر اسوق بخليه يروح معايا.. هو شاطر جدا … واصلا كان شغال في اوبر بس انا خليته يشتغل معايا.. و بأمنله يوصل اهلي
ف انا هخليه يوصل كاميليا اول فترة كده بعد ما ترجع الشغل لحد ما هما يتلهوا بعيد عنها وغير كده في واحد منهم انا خليته يروح القسم و يتأدب هناك ومعتقدش هيتعرضلها تاني … الواد التاني اللي كان معاه ده خاف و هرب
اتسعت عينا امها بدهشة قائلة برفض :
-لا طبعا ميصحش برضو حضرتك تتعب نفسك وتخلي السواق بتاعك يوصلها
رد نديم بحرج:
– خلاص انا ممكن اخليه يوصلها لحد الباص بتاعها بس .. يعني من قدام الشركة لحد مكان الموقف اللي هي بتركب منه مواصلتها.. بس طبعا اليومين اللي هتشتغل فيهم بالليل ده لازم يوصلها لحد هنا
– بس برضو ده تعب على حضرتك و تكلفة
نديم بإصرار :
– ولا اي حاجة… انا مقدر خوفك على كاميليا .. ويمكن تستغربي بس انا نادرا لما اشوف ام بتشتغل وتعمل اي حاجة عشان
تثبت نفسها وتنجح عشان تخلي بنتها تعيش في مستوى كويس.. بنتك فعلا شاطرة وتستاهل تاخد فرصتها وتكمل.. وغير كده ده حل مؤقت بس لحد ما الوضع يهدى وترجع تروح طبيعي زي الاول.. حضرتك قولتي ايه ؟
اقتنعت امها قليلا.. لتجيبه قائلة:
– انا هوافق بس لو كاميليا حاولت تعمل حاجة تانية ياريت انت اللي بنفسك تمشيها..
ضحك نديم:
– لا من الناحية دي خلاص حضرتك اتطمني .. معتقدش كاميليا هتكرر نفس التصرف تاني… ولو حصل انا بنفسي كمان اللي هبلغك
رفعت كاميليا حاجبيها بدهشة:
– لا والله !
ضحك نديم ليتجاهل كلامها موجها حديثه لوالدتها:
– يعني كاميليا راجعة الشغل من بكرة صح ؟
– أن شاء الله
رن جرس الشقة … ليفتح كمال شقيقها الباب فقالت كاميليا باستغراب:
– هو جدو مش معاه مفتاح !
كمال بمرح ودانا تركض خلفه:
– لا مش جدك .. دي القردة الصغيرة بتاعتك اللي بتتشعبط في اي حاجة .. طلعت على الباسكت ترن الجرس
– بس يا واد متقولش على بنوتي قردة