– شكلك كده حابة تتخانقي وخلاص
– حرام عليك بقى .. انا إيه علشان استحمل كل ده..أنا كل اللي طالباه أهلك يسيبوا لي مساحة شخصية لي.. خصوصية .. بلاش خصوصية .. حتى مساحة إني أذاكر .. مش معقول يعني أسقط كمان
– ما تأجلي السنة وخلاص تاعبة نفسك على إيه
اغرورقت عينا كاميليا بدموع لم يشعر بها زوجها أبدا:
– إيه !! لا لا انت مش سامح اللي أنا كنت بحبه.. أنت واحد تاني
مش أنت كنت دايما تقول لي ذاكري وخلصي كليتك.. دلوقتي بتقول لي أجلي
ضاقت عينا سامح بتقطيبة قوية قائلةً:
– أنا أهلي كويسين معاك أنت بس اللي غريبة وشايفة إن ده مش عادي واسألي أي حد هيقولك أي بيت في مصر كده
قالها و أغلق المكالمة, لتشهق مفزوعة و تتسع عينيها, أيغلق الهاتف في وجهها؟! لقد تعدى حدود الوقاحة, رشفت شفتيها بعصبية مفرطة و عيناها تدمع من تلك التصرفات
حاولت التأقلم.. تقسم أنها تحاول .. ولكن الحمل سيصبح ثقيلا جدا.. هي الآن أصبحت حاملًا تنتظر طفلها المستقبلي .. مسؤولة عن الاهتمام بصحتها ولكن !؟
حسنا هي توقفت عن الشكوى لأمها
فهي دائما تقول لها من حمل حملا عليه أن يكون على قدره والزواج كان برغبتها وموافقتها
*********
أول يوم بامتحانات كاميليا .. كانت مستعدة باكرا بعد أن استيقظت قبل الفجر وحضرت الإفطار وقامت بتنظيف المنزل وتجهيز ملابس شقيق سامح الأصغر “سميح” وتجهيز باقي طلباتهم .. وتفاجأت بحماتها تمنعها من الخروج
– يا طنط عندي امتحان متأخرة
هزت حماتها رأسها بنفي:
– امتحان ايه و زفت إيه … بقولك ادخلي جهزي الغدا الأول سميح وعيال بنتي عايزين يأكلوا محشي وبعدين ابقي اتنيلي شوفي امتحانك ده
اندهشت وسارعت بالقول في ضيق :
– أنتِ بتقولي ايه !!! انا كده ممكن أسقط.. ده امتحان هو أنا بلعب .. مش كفاية منعاني أروح السكاشن وضاع مني درجات أعمال السنة
لتضيف باندفاع :
– وبعدين عيال بنتك دول المفروض امهم اللي تأكلهم … مش انا خالص!!!
رمقتها بنظرة نارية و هي تلوي فمها بعناد و تقول :
– لا أنتِ اللي مش متربية وقليلة الأدب .. أنا بقى هخلي جوزك يشوفله تصرف معاك على قلة أدبك دي.. أنا هخليه يأدبك لما يرجع
ما تلك الوقاحة! ألا يعلمون بخطورة كلامهم الآن على ماذا يعاتبوها؟
على عدم موافقتهم ذهابها إلى الامتحان, زفرت بضيق واضح, و حاولت استنشاق بعض الهواء و هي تجيبها بقوة :
– وأنا لازم امشي.. أنا مش مجبرة أعمل كل ده
صرخت بتهكم:
– لا ده أنتِ صوتك علي خلاص .. ومبقاش حد عارف يلمك..
اسمعي يا بت أنتِ …طالما عايزة تروحي امتحانك يبقى تمشي و مترجعيش البيت ده تاني
صرخت بذهول:
-أمشي! أنت بتطرديني ؟
تدخلت سميحة شقيقة سامح قائلة بحقد:
-يا بنتي اسمعي الكلام أحسن لكِ عشان ماما ماتطردكيش بجد..ادخلي المطبخ يلا
أومأت حماتها “سماح” بالإيجاب:
-زي ما سمعتي.. مش انت عايزة تجوعي عيالي ومتطبخيش ولا تغسلي ولا تعملي لهم حاجة عشان امتحانك ده .. يبقى تتفضلي مع السلامة وكملي بقى يا
حبيبتي امتحاناتك عند أمك
ثم أخذت من يديها مفاتيح شقتها بقوة رغمًا عنها:
-هاتي يا حبيبتي مفاتيح الشقة دي
أخذت تصيح باندفاع محاولة أخذ المفاتيح من يديها :
– حرام عليكِ اللي بتعمليه ده
قالت لها سميحة بازدراء :
– ابقي وريني بقى هتنجحي ازاي وتكملي امتحاناتك إزاي وأنتِ عند أمك ..
تطلعت إليهم بصدمة و عيناها مليئة بالدموع:
– طب حتى سيبيني آخد كتبي .. و هدومي
سحبتها خارج الشقة بهمجية قائلةً لها:
– اطلعي بره ومترجعيش هنا تاني… بره
أغلقت خلفها باب الشقة ثم جلست كاميليا على الدرج لاتدري ماذا تفعل؟ فيما وضعت أصابعها لتلامس شفتيها وهي تحاول كتم بكائها لتبدأ في البكاء:
– حرام عليكم … ليه كده .. ليه
هذاكر إزاي أنا دلوقتي ياربي
*********
ذهبت إلى منزل والدها بعد أن أنهت الامتحان بصعوبة .. محاولة التماسك أمام زملائها حتى لا يسألها أحد عن حالتها .. حمدت ربها أن شقيقتها الأصغر هي التي فتحت الباب لترتمي في أحضانها مستنجدة إياها تحاول البحث عن سند آمن :
– فاتن