كانت صدمة كبيرة لكل الجالسين بغرفة الاجتماع … بينما نديم نظر لها بتوجس منتظرا ردها أولا
صاحت هند بصوت عال :
– ورقتك اتكشفت خلاص يا مدام ! … انا عرفت حقيقتك القذرة اللي مخبياها عننا … بعد ما شوفت صورة بنتك بالصدفة على موبايلك… اللي أنتي بتنكري وجودها
تابع نديم كل ما يحدث بصمت ..
أيعقل أن تكون خلف تلك البراءة .. امرأة لعوب وخائنة مثلها !! وفوق كل هذا لم تعترف بطفلتها وتنكر وجودها ! شعر بالضيق من إنكارها لطفلتها كما تدعي هند ..
هزت كاميليا رأسها بنفي قائلة باندفاع:
– اخرسي… انتي مالك اصلا ! .. انا مسمحلكيش تقولي عني كده … انا لو متجوزة هقول عادي مش هخبي …
ثم اردفت وهي ترفع رأسها قائلة بكل شموخ و قوة :
– بس انا مش متجوزة .. انا منفصلة و ام لطفلة هي كل حاجة في حياتي .. وفخورة اني امها … كون اني خبيت بس عشان
حياتي الشخصية مالهاش علاقة بشغلي طالما مش هقصر فيه .. ومش مجبرة اني أذيع خبر اني مطلقة لحد معرفوش
تحولت صدمة الحضور من الغضب في البداية من توقعات هند عنها بقذارة أنها متزوجة و تداري ذلك
حسنا .. هند توقعت ذلك لأن تفكيرها قذر مثلها ..
لتتحول نظرات الحضور إلى الذهول و السعادة للبعض !!!
والبعض الآخر اعتقد انها فرصة سهلة للوصول لها !
شعرت هند بالغيظ فخطتها باتت بالفشل.. لتحاول أن تستغل اي فرصة لصالحها ..
ابتسمت هند بسخرية:
– مطلقة يعني .. ايه المشكلة لما تقولي ؟؟؟ وكنتي مخبية ليه بقى علينا … مع اني امبارح سألتك قولتي انك مش ام ولا اتجوزتي .. وكدبتي على مستر نديم ووحيد لما قدمتي في الشركة ومقولتيش انك مطلقة يعني !
تدخل نديم اخيرا في تلك اللحظة قائلا بحزم :
– ومين قالك اصلا انها كدبت عليا يا هند ؟؟
يتبع….
نظرت له هند باستغراب شديد !!
بينما كاميليا صمتت حينما تحدث هو … وشعرت بالاستغراب .. لم تكن تتوقع رده هذا !
شهقت هند باستغراب :
– ها … يعني حضرتك كنت …
ابتسم نديم وهو ينظر إلى عيني كاميليا قائلا بغموض:
– أيوة كنت عارف … من اول يوم اشتغلت فيه كاميليا وهي قايلالي .. وانا احترمت خصوصيتها ومتكلمتش عن الموضوع ده قدام حد
ابتسمت كاميليا بانتصار … يا الهي … لقد انقذ موقفها تماما … وغير الحوار لصالحها هي
أردف نديم وهو يرمق هند باستهزاء:
– زي ما انتي محترمتيش خصوصيتها وحبيتي تحرجيها قدام الكل .. وشكيتي فيها انها على ذمة راجل و بتنكر وجوده هو و بنتها !
هند بتبرير:
– انا مكنش قصدي … انا بس شكيت انها ….
قاطعها بعصبية:
– واهو دلوقتي عرفتي الحقيقة … وفكرتي في واحدة مالهاش ذنب بطريقة مش كويسة..
نهايته .. الموضوع ده انتهى هنا وياريت اللي حصل ده ميتكررش !
ثم أردف بصرامة:
-احنا هنا في شركة بنشتغل… الحياة الشخصية لاي حد هنا متخصش حد .. وانتي يا استاذة هند اعتذري للمهندسة كاميليا
هزت رأسها برفض قائلة بضيق :
– ايه ؟؟؟ ايه اللي حضرتك بتقوله ده .. وكمان اعتذر! انا قولت مكنتش اعرف بس مش لدرجة اعتذر
وجه نديم حديثه لوحيد قائلا بصرامة:
– الاستاذة مخصوم منها 3 ايام ..
نظرت نحوه بصدمة و قد تحول الامر لمنحنى آخر.. لتهتف سريعا بأعين دامعة معترضة:
– ايه !!!! يا فندم انا …
قاطعها نديم بوعيد :
-واي حد هيفكر يعمل زيها تاني ويدور ورا حياة موظف عندنا ولو بالصدفة … هيبقى عقابه اسوء من كده … مفهوم !!!
ليقف خلف طاولة الاجتماع هاتفا للجميع:
– يلا نكمل الميتنج اللي اتعطل على الفاضي ده… وياريت اي كلمة اتقالت هنا تنتهي هنا متخرجش بره
رمقت هند كاميليا بضيق وغضب …