بعد مرور عدة أيام…
كانت تجلس معها تلك الفتاة “فريدة” التي تعرضت للموقف البشع منذ ايام مع خطيبها
همست فريدة بامتنان :
– شكرا على انك دافعتي عني قدام مستر نديم وساعدتيني مترفدش ولا اخسر شغلي
ابتسمت كاميليا برقة :
– انا عملت اللي كان لازم يحصل
هتفت الفتاة باعتذار وخجل :
– انا اسفة بجد على اللي حصل من خطيبي .. و متشكرة انك حاولتي تدافعي عني
جحظت عيناها بدهشة :
– هو لسه خطيبك ازاي ؟؟؟
ردت الفتاة بتبرير:
– احنا فرحنا كمان شهر
شهقت كاميليا بغضب :
– أن شاء الله يكون كمان ساعة !!! ما يتحرق الفرح ولا انك تتطلقي بعدين
ردت الفتاة محاولة التبرير بتردد:
– هو بس ساعات بيكون عصبي
نظرت لها بانزعاج وقاطعتها:
-صدقيني اللي ميحترمكيش من دلوقتي هيبهدلك بعدين
بينما الفتاة شعرت بالخوف ولكنها تحملته كثيرا ! أيعقل أن تتركه قبل الفرح بشهر !!
ولكن حديث كاميليا جعلها تأخذ حذرها وجملتها الأخيرة ترددت بأذنيها كثيرا .. لتحاول التفكير جيداً فهذا مستقبلها.. مصير حياتها !!
_________
كان يجلس مع مديرة الحضانة ليسألها عن اسر ابن أخته و عن … دانا !!
– ازيك يا مِس نادية
استقبلته المديرة قائلة بابتسامة :
– اهلا بحضرتك
نديم بتساؤل:
– كنت عايز اسألك .. هي دانا باباها فين ؟ هي قالتلي أنه مسافر لكن مش بتكلمه ولا بتشوفه.. استغربت
همست المديرة :
– دانا والدها منفصل عن والدتها .. واللي فهمته من والدتها لما جت تقدملها عندنا أنها هي اللي شايلة المسؤولية كلها لوحدها .. لكن طبعا دانا متعرفش كده
– ازاي ؟
همست ببساطة:
– مامتها مش عايزة تجرحها أو تحسسها انها ناقصها حاجة.. خصوصاً أن باباها عمري ما شوفته في الحضانة خالص
شرد نديم بصدمة وفخر بتلك الأم التي راعت مشاعر طفلتها :
– معقولة في اب يسيب بنوتة زيها كده
– للأسف في ناس كده كتير..
________
في المساء…
جلس كمال بجانب الجد في الصالون وهو ممسكاً بهاتفه يلعب عليه ليهتف الجد بتأنيب:
– يابني ذاكرلك كلمتين ينجحوك انت في ثانوية عامة…عشان ربنا يكرمك وتبقى دكتور تشرف العيلة
قاطعه كمال بتصحيح:
– يا حاج و ربنا أنا ادبي … هدخل طب ازاي بس من ادبي فهمني!!
رمقه الجد بغيظ :
– وكمان بتتريق على جدك؟
لتدخل أمه في تلك اللحظة قائلة بصياح:
– اسمع كلام جدك بقى وبطل تتريق عليه.. وسيبك من اللعبة اللي هتضيعك دي بابجي ايه و زفت ايه بس
– لا كله الا كده يا امي … انا محبش حد يغلط في لعبتي المفضلة… متعرفيش انتي اللعبة دي بتفتح نفسي على المذاكرة ازاي
زفرت الام بنفاذ صبر :
– يابني اسمع كلام جدك بقى عنده حق…مش يمكن تبقى دكتور فعلا شاطر
قلب شفتيه باستياء:
– يا جدعان والله ما هطلع دكتور … أنا ادبي والله
ضحكت الام قائلة :