– انتي ربنا اداكي بدل الفرصة اكتر..وانتي كنتي كل مرة تدوسي عليها وتتنططي عليها…
انتي السبب في كل ده…انتي ليه تكلمي علاء ده من ورا جوزك ! تتحايلي عليه ميجيبش سيرتك ؟
هو اللي عامل حاجة غلط يخاااف؟
اللي واثق من نفسه يقف في وش التخين ويقوله انا صح
لكن انتي لا…من اول ما اخو دنيا وعم سعيد دخلوا بيتنا وعينك كانت مهزوزة..حتى لو معملتيش حاجة غلط وطلعتي بريئة..بس كسرتي حاجة كبيرة اوي يا سميحة…كسرتي الثقة اللي كانت بينا…و الثقة طالما اتكسر منها حتة يبقى خلاص..
ليردف بصرامة قائلا:
– لآخر مرة يا سميحة بخيرك بالوضع عشان متقوليش اني ظالم…انا رجعتك عشان ولادك مش اكتر…عايزة تعيشي بالوضع ده… تمام…مش عايزة من بكرة أطلقك وترجعي لأهلك..
جلست على الأرض صارخة بحرقة:
– انا بكرهك يا عبدالله….بكرهك زيهم بالظبط…كلكم وحشين وحشين اوي….محدش بيحبني…لييييه… ليه بتدمروني…
________
“عاشر بمعروفٍ فإنك راحلً
واترك قلوب الناس نحوك صافية
واذكر من الإحسان كلَ صغيرةٍ
فالله لاتخفى عليه الخافية
لا منصبً يبقى ولا رتب هنا
أحسِن فذكرك بالمحاسن كافية
واكتب بخطك إن أردت عبارة
لاشيء في الدنيا يساوي العافية”
-للشاعر.. أحمد بن زهران العزري
*****
بعد مرور أيام…
كانت جالسة على السرير بتعب .. وبجانبها شقيقتها وهي تناولها الدواء والطعام بتعب
كزت سماح على أسنانها وصرخت وهي تهرول :
– طلع متجوز قبل ما يرجع بنتي الواطي الحقير…منه لله
صاحت بها شقيقتها بضيق:
– تاني يا سماح؟ تاني بتطلعي نفسك من المشكلة وانتي اللي زارعاها بنفسك ؟
دي نتيجة تربيتك…نتيجة كل حاجة وحشة علمتيها لعيالك…انتي مش بس دمرتي نفسك..دمرتي عيالك…وكل حاجة…ظلمتي ناس مالهمش ذنب
غمغمت بنبرة متعبة :
– مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل…تعبت…تعبت يا اسماء ونفسي ارتاح… بحلم احلام وحشة اوي…مش عارفة انام…مش قادرة… حتى رجلي مبعرفش انام منها…انا بيجي عليا وقت مقدرش اجيب لنفسي كوباية الماية…كانت بنتي بتجيبلي اشرب..دلوقتي افضل انادي على الواد سميح ولا يعبرني…كان سامح يبص عليا ويشوفتي محتاجة حاجة…دلوقتي ولا بيجيلي حتى
رجلي مبقتش شايلاني زي الاول…انتي عارفة أن انا بجر نفسي…ولولا الاكل اللي بتعمليهولي اهو بسند نفسي لحد ما اسخنه
– لا حول ولا قوة الا بالله… ربنا يشفيكي يا سماح…
همست بنبرة باكية مرتعبة:
– انا خايفة اوي يا اسماء…بقيت لوحدي… لا بنت بتجيلي زي الاول ولا ابن بيسأل فيا وابني التالت ده مع نفسه…بالله عليكي يا اسماء اوعي تقطعي بيا…ده انتي الوحيدة اللي بقيتي واقفة جنبي…حتى رغم اني متخانقة معاكي قبل كده و اذيتك انتي وبنتك…بس رغم كده مهونتش عليكي
– عشان انتي اختي… انا بنتي مقاطعاني بسببك يا سماح بس هعمل ايه…هرميكي يعني زي ما عيالك عملوا فيكي !
لتنظر إليها سماح بعتاب … فصححت قائلة بنفاذ صبر:
-يوووه مش قصدي بس يعني انتي عارفة انك ظلمتي بنتي و اتكلمتي عنها قبل كده لحد ما فركشت خطوبتها بسببك وخسرت اللي كانت بتحبه…بس في الاخر انتي اختي…وانا بجيلك من وراها هي وجوزي..ماهو لو عرف هيحصل مشكلة كبيرة دي بنته برضو و زعلان عليها على كسرة قلبها…انتي اتكلمتي وحش اوي عليها…صحيح انا بعامل ربنا دلوقتي..لكن زعلي منك زمان على بنتي لسه محفور في قلبي يا سماح…
ترجتها بتوسل باكية :
– حقك عليا … سامحيني…وخلي بنتك وجوزك يسامحوني…انا مبقاش ليا حد
ردت بجدية:
– متأخر اوي يا اختي … متأخر اوي … في تصرفات صعب يتسامح فيها…عياط بنتي كل ليلة وبحاول اقولها خالتك مكنش قصدها وهي تقولي لا يا ماما…كانت قاصدة كل حرف….سنين بتمر وبنتي لحد دلوقتي فاكرة كل كلمة…يلا انا لازم امشي
لتمسكها من ذراعها برجاء:
– يعني مش هتباتي معايا ؟ انا انا مش عارفة انام صدقيني…بخاف بخاف اوي يا اسماء…بحلم بيه…بحلم بجوزي…و كوابيس تانية مرعبة
– مش هينفع صدقيني… ابقي خلي الواد سميح يبات معاكي…وانا هحاول اشوفلك ممرضة تجيلك..عشان لو معرفتش
لتتركها اختها وحدها…بينما سماح تشهق بتعب وهي تصيح قائلة بتوسل من ربها :
– يااارب رحمتك….ارحمني من العذاب ده… ارحمني من عندك
________