– قضية !
قهقت بضحكة صفراء:
– اه وربنا وسمعت ان من حقي أساساً…وغير كده انا خلاص طلعت بريئة
لوح بيديه بنفاذ صبر:
– انتي عايزة ايه يا سميحة ومن الاخر كده؟
همست بنبرة متوسلة حزينة:
– نرجع…واعيش معاك بكرامتي من تاني…انا حياتي اتدمرت يا عبدالله.. اهلي بهدلوني والناس عندي بيسألوا ايه سبب الطلاق واهلك مش مبطلين شماتة فيا عشان عارفين الحقيقة..وعيالي و اخدهم مني ويدوب سمحتلي يباتوا معايا يومين واهو جاي تاخدهم
– وهو انتي بيفرق معاكي كلام الناس يا سميحة؟
كده كده انتي كنتي في يوم من الايام بتتكلمي على كل واحدة من الناس دي زيهم كده…جربتي بقى تدوقي الظلم ده
اغرورقت عيناها بالدموع:
– جربت يا عبدالله وعرفت..بس حرام..حرام يا عبدالله اللي انت عامله فيا..بتعاقبني على ذنب مغلطتش فيه اصلا
– عقاب الظالم عدل.
شهقت واضعة يدها على صدرها بندم:
– توبت يا عبدالله…توبت خلاص وهبطل اتكلم على الناس دي والله…وهعيش خدامة تحت رجلك انت وعيالي وحماتي..بس بالله عليك ترجعني…ورحمة ابوك يا عبدالله نرجع…انا خلاص عرفت قيمتك انت وعيالي وبيتي
زفر بسخرية:
-و مرواحك عند امك كل شوية ! و اسرار بيتنا اللي كلها اول بأول مع أمك… و صحوبيتك مع الجيران كلها… و ظلمك للناس…كل ده ايه !!؟
همست لاهثة تعض على شفتها بأسف:
– انا اسفة يا عبدالله مش هروح عند امي تاني…اصلا هما مش بيحبوني
– مفيش أهل يكرهوا عيالهم..دول في الاول والاخر اهلك..وخلاص هما عرفوا الحقيقة وشوية هينسوا
– حتى لو امي هتنسى..وسميح هينسى…لكن سامح والكيادة بتاعته اللي مقوياه علينا لا..سامح اخويا خلاص استقوى علينا
هز أكتافه بلامبالا:
– والله بقى دي اختيارتكم
– ابوس ايدك يا عبدالله…عشان خاطري نرجع..بلاش نوصل اللي بينا محاكم وقضايا
– هشوف أمي رأيها ايه الاول مع رأيي
صاحت بنبرة ساخطة:
– رأي امك؟ انت بقيت زي سامح اخويا ؟؟
رفع يده يمنعها من الإسهاب:
– لا معلش متحطش في مقارنة مع اخوكي…انا اتربيت اكون راجل…ليا كلمتي اه… لكن عندي رضا الأم فوق كل شيء…لكن اخوكي ده كان عنده لعنة الأم مش رضا الأم و دي تفرق !
زفرت بغيظ:
– ماشي يا اخويا وماله…شوف امك هتقول ايه
________
في إحدى القاعات الانيقة…
“وانا قبلت زواجها ” تلك الكلمة التى أعلنت انها اصبحت زوجته..كلمة نطقها فراس وهو ينظر فى عيونها بحب ليرى لمعة الفرحة فى عيناها… وهم يجلسون على طاولة كبيرة بالقاعة وزوجته بجانبه ترتدي فستان ضيق يظهر جسدها الصغير..يليق معها…بتفاصيله الرقيقة، فستان زفاف شفاف من الذراعين وفوق الصدر مطرز بالالماس والخطوط اللامعة، وينساب خلفها طرحة الفستان المطرزة بينما شعرها بتسريحة رقيقة وكحكة من الخلف تختفي خلف الطرحة
عانقتها امها بفرحة ودموعها تسيل
فريدة بتأثر :
-يا ماما انا كده هعيط ..خلاص بقى
-دى دموع الفرحة يا حبيبتى
فأتت كاميليا وفاتن وقامتا بمعانقة فريدة:
-الف مبروك يا حبيبتى
– الله يبارك فيكم يا حبايبي
وجدته واقف خلفهم ينظر اليها بحب وفرحة ..فأبتسمت ابتسامة ساحرة ..فأرسل اليها قبلة فى الهواء ..فحدقت به بخجل، نظرت فاتن الى ما تنظر اليه لتغمز لهم بعبث:
– أيوة بقى
ثم ذهب بها ليقف بعيدا عنهم
فراس بفرحة :
– بقيتي مراتي يا ديدا
نظرت اليه بخجل، فأردف قائلا :
-لا لا مش وقته كسوف خالص النهاردة
– اومال وقته ايه يا فراس ؟
– فراس دي عايزين نلغيها ونستبدلها بحاجة تانية
فريدة متصنعة عدم الفهم :
-يعنى اقولك يا سليم مثلا؟
صاح بغيظ:
– سليم في عينك
ليغمز لها بعبث :
-يا سلام يعنى مش عارفة تقولي لجوزك ايه؟
فريدة بمزاح :
-عارفة بس بستهبل
امسك يديها وقبلها:
-بحبك
انخفضت عيناها بخجل..ليضيف بحب :
-حبيت جنونك وشقاوتك ..حبيت كل حاجة فيكى ..كسوفك اللى بيجي في أوقات مش وقته ده زي دلوقتي كده ..وبوعدك انى هفضل احبك لغاية اخر يوم فى عمرى
نظرت الي عينيه بتمعن :
-بس انا معرفتش احبك
نظر اليها بصدمة :
– نعم ؟
ابتسمت برقة :
-لو قولتلك بحبك هبقى بكدب عليك.. الكلمة دي قليلة اوي على اللي بقى جوايا ليك..
ثم صمتت لبرهة وقالت بخجل :
-أنا بموت فيك يا فراس
كان ثغره يبتسم فرحا ..فعانقها بحب وقال :
– ده انتي طلعتي واقعة زيي اهو
ضحكت بشقاوة قائلة:
– طبعا
ابتعد عنها وهو يمسك يدها ليقترب منه منصور وبيده زوجته منى قائلا:
– الف مبروك يا فراس
– منصور باشا..نورتنا والله
– مبروك يا فريدة
– ميرسي يا فندم حضرتك منورنا