في الشركة…
بعد انتهاء الاجتماع.. تحدث وحيد معه بخصوص الفتاة قريبة والدته ليسأله عن شأنها وأنها مُصرة على مقابلته فوافق بعد إلحاح وحيد فهو لا يريد أي شيء يذكره بأمه..
جلست الفتاة أمامه في غرفة الاجتماعات وخرج وحيد ليتركههم وحدهما.
هتف بنبرة صارمة:
– خير…ناوية تيجي تحكيلي عن ازاي امي غدرت بـ أبويا !
هزت الفتاة رأسها بنفي فهي تعلم القصة :
– لا والله مش كده… هي مغدرتش بـ باباك مين قال الكلام ده؟
هتف بنبرة ساخطة:
– يا سلام .. هي متجوزتش بعده على طول .. الشخص اللي كان زميلها في الشغل
نكست رأسها بالأرض قائلة :
– أيوة حصل
– مفيش شغل يا أستاذة…حضرتك تقدري تتفضلي
هزت الفتاة رأسها برجاء :
– لا لا … حضرتك انت لازم تسمعني بس … انا مكنتش اعرفك والله ولا اعرف ابنها اسمه ايه… لو كنت اعرف انك فاكر كده كنت جيتلك من زمان … ممكن تسمحلي بس بدقائق تسمعني وبعدها لو حبيت متقبلنيش في الوظيفة براحتك..
زفر نديم بضيق وهو يجلس بمقعده:
– خير ؟
تنهدت قائلة:
– بص انا منكرش أن والدتك غلطت في حاجات .. بس والله ما عملت حاجة حرام
الحكاية ابتدت وهي عندها 18 سنة .. اتقدملها باباك.. وباباك يعني كان شخص عملي شوية مكنش مهتم بحاجة غير بشغله وبس.. ولا بيحاول يقرب منها ولا يخليها تحبه.. وهي اتجوزته عشان هي بتثق في رأي باباها وبتحب باباها جدا … بعدها لما خلفتك بكذا سنة .. بدأت تحس ان حياتها مملة ومفيش حاجة جديدة .. فقررت انها تشتغل وباباك وافق لانه كده كده كان مشغول عنها
لما اشتغلت.. بعدها بكذا بفترة…في شخص حاول يقرب منها بس هي صدته ولما عرف عنها انها متجوزة و ام.. بِعد عنها … لكن كان في حاجة جواه ناحيتها
هي حاولت تبعد عنه تماماً حتى سابت شغلها بسببه
لأنها حست من جواها بمشاعر محستهاش مع باباك
طلبت من باباك انه يقرب لها لكن هو كان عملي جدا زي ما قولتلك
حاولت تنساه… وحاولت تعيش حياتها
لقيت نفسها في مشاعر جواها
صدقني مكنش فيه اي علاقة بينهم تربطهم ولا كلام… ولا اي حاجة… مجرد مشاعر اتولدت… عارفة انك هتقول دي خيانة وحقك تقول كده
بس هي طلبت من باباك بعدها الطلاق عشان متبقاش ست خاينة
طلبت الطلاق عشان ضميرها كان بيأنبها
طبعا انت كنت متوقع اني اقولك.. مامتك ست ملاك وعمرها ما حبت… بس محدش فينا معصوم من الخطأ
ومش معنى كده أني ببرلك تصرفاتها.. ولكن هي مغلطتش صدقني ولا حتى سمحت للشخص ده أنه يكلمها
لأ .. هي طلبت الطلاق والشخص ده اصلا لا كانت بتشوفه تاني ولا حاجة
هي خافت تبقى ست مش كويسة عشان تفكيرها كان في شخص تاني
بعدها باباك رفض يطلقها واتهمها بالخيانة.. وهي عشان تنفصل مكنش فارق معاها خصوصاً اتهاماته ليها.. وبعدها
قاطعها نديم بحدة:
– وبعدها قررت تسيبني وترميني ورا ضهرها مع ابويا
– لا هي كانت شايفة أن مستقبلك مع ابوك احسن لانه مستواه كان افضل بكتير منها… وغير كده هي حست انها اتظلمت معاه وأهلها وقفوا ضدها وقالولها عايزة تطلقي بعيل ازاي ؟ وفي الاخر هترمي ابنك معانا لو اتجوزتي حد تاني هتسيبيه كده كده لينا أو لأبوه.. وده ولد مش بنت … سيبيه لباباه احسن
سألها بحرقة :
– وده مبرر يخليها متسألش عليا ولا تكلمني؟؟
ردت بتبرير :
– هي كانت كرهت باباك وقررت تنسى كل حاجة تفكرها به…عارفة انها ظلمتك بس هي صدقني هي مش خاينة
هي اه اتجوزت الشخص اللي حست ناحيته بمشاعر… لكن مطلقتش من هنا واتجوزته من هنا … دي قعدت سنتين من غير جواز بعدها اتجوزه !
سألها بتوجس:
– ازاي وفي حد قال لابويا ان بعد كام شهر اتجوزته !
هزت رأسها بنفي:
– في ناس كتير بتوصل الكلام غلط.. عمتو اتجوزت الشخص ده بعد سنتين وبالصدفة .. طول السنتين دول والله لا شافته ولا كانت تعرف عنه حاجة اصلا … النصيب جمعهم تاني بالصدفة… وطبعا الجواز تم بسرعة واتجوزوا
وبعدها بكام سنة … جوزها كان …
همست بعدها بألم:
– كان مريض نفسي وبيمد ايده وشكاك… وللأسف عمتو تعبت معاه … وحاولت طبعا معاه وتخليه يبقى انسان كويس…وهو مقدرش ولا هي قدرت تغيره.. وكانت تشتغل وهو ياخد فلوسها ويصرفهم هو.. فضلت سنين تعاني معاه ولا عارفة تتطلق عشان متبقاش مطلقة للمرة التانية.. ولا عارفة تستحمل العيشة هي اللي بتشتغل وتصرف بعد ما كانت عايشة ملكة مع باباك
عرفت ان ربنا عاقبها وان الحب اللي اتطلقت عشان ملقتهوش مع باباك مش موجود غير في الافلام..
اتطلقت بعدها منه وعانت كتير جدا لوحدها ومحدش كان واقف جنبها لأنها هي اللي عملت كده لنفسها … وللأسف الشخص ده مكنش سايبها في حالها … كان بيتهجم عليها كل فترة ياخد منها فلوس ويشتمها… وللأسف كان بيعايرها ومش واثق فيها … يقولها انتي سيبتي جوزك عشاني… يمكن تعملي كده معايا..
لتضيف بعدها :
– هي محاولتش تكلمك أو ترجعلك لأنها عرفت انك بقى ليك ام تانية خلاص وباباك كان هيشمت فيها من اللي وصلتله بسب جوزها التاني … شكلها اتغير كل حاجة فيها اتغيرت تماما…
بقت روح تانية وكله سابها
كانت شايفة أنها متستحقش تبقى ام ليك
انا عانيت كتير اوي معاها وهي تقولي انا خاينة.. واحاول افهمها أنها مش خاينة وان ربنا هيسامح ولكن هو وصلها لمرحلة وحشة اوي
جوزها زرع جواها الشك والاحتقار وحسسها انها خاينة
شهقت بحشرجة:
– لحد ما ماتت…
بعد أن عرف ما حدث لامه…لم يكن يعرف أنها عانت هكذا… مشاعره مضطربة
لا يعرف هي تصعب عليه