كانت كاميليا رتبت لهم ميعاد سويا .. لتجلس معه فريدة في مكتبها.. رغما عنها فهي كانت خائفة وتتهرب
همس فراس بعبث :
– هتفضلى باصة فى الارض ولا ايه؟
نظرت له فريدة بتلعثم :
– نعم ؟
ابتسم فراس لتوترها :
-انتى مش عايزة تعرفى عنى اى حاجة؟ المفروض دي قعدة تعارف… في مكتب بالشركة !
عشان انتي رافضة نتقابل بره
رفعت عيناها له بهجوم:
– ايه نتقابل بره دي يا استاذ انت !!
هتف فراس بتنهيدة :
– حمدالله على السلامة يا ست هانم
– افندم؟
ابتسم بمكر:
– اصل لماضتك اللي متعود عليها اختفت شوية … ومش متعود عليكي كده … حمدالله على السلامة
رمقته بغيظ… ليغير الكلام قائلا:
– ها بقى تحبي تعرفي ايه عني عشان تطمني ؟
-مش عارفة قول انت
فراس بجدية :
-انا فراس .. 31 سنة خريج كلية حقوق وبشتغل مستشار قانوني في شركة والد نديم اللي في كندا.. لكن حاليا كنت قاعد في مصر مؤقت .. واتجوزت وانفصلت بس مخلفتش منها .. وأنتِ بقى؟
فريدة بحرج:
– انا عندي 24 سنة مخلصة كلية آداب وطبعا انت عارف محدش بيشتغل بشهادته الا قليل.. بس كده
ثم اسطردت قائلة :
-هو انت بتصلى ولا لأ؟
فراس بأبتسامة :
-اه الحمدلله ومش بشرب ومش بتاع بنات..وابن حلال بجد وطيب أوي … هعجبك متقلقيش
ابتسمت فريدة خجلا وكادت ان تنهض وتخرج ولكن فراس أوقفها مسرعا:
-رايحة فين يا ديدا..احنا لسه مخلصناش؟
همست فريدة بألم :
– انت طبعا عارف اني كنت مخطوبة…و..وانا مقصرتش معاه والله بس هو خذلني وضربني و وجع قلبي
قاطعها بلطف:
– والله ما يستاهلك… حد يفرط في واحدة زيك
اضاف فراس قائلا برقة:
– فريدة … انت جميلة اووى وقلبك حلو وطيبة وتتحبي
سألته بشك:
– اتحب؟؟
أومأ بثقة:
– والله تتحبي
ليردف قائلا بثقة:
-يابخت اللي هياخدك.. اللي هو انا أن شاء الله يعني بدون مقاطعة
ضحكت فريدة ليضيف بعدها بحزم:
-واللي ضيعك من ايده هيندم والله ندم
همست بخوف :
– بس انا خايفة قلبي يتوجع تاني… خايفة
قاطعها بنبرة حاسمة :
-ما عاش اللى يوجع قلبك… انا حاسس ان في خير بينا … وبجد هنفهم بعض
استجمعت شجاعتها لتهمس بتردد:
– بس انا لسه…
اقترب برأسه منها ليهمس بثقة أمام عينيها الزمردية الخضراء:
ـ بس هيبقى فيه
صمتت ولم تجيبه ليسألها :
-انتِ موافقة عليا ولا لأ؟
شعرت فريدة بالخجل فقالت وهى تنظر فى الارض :
-هتعرف من كاميليا
وركضت سريعا.. بينما هو يقسم انها ستوافق
ليهمس لنفسه بثقة قائلا:
– على البركة
_______________
بعد أن عاد من عمله متأخرا اليوم .. دخل إلى غرفة نومه.. بينما كاميليا كانت تجلس مع طفلتها بغرفتها لتنيمها..
من دون انذار هبط جالسا على السرير،
ليفرد قدميه بعدها وينام هكذا دون أن يغير ملابسه حتى حذائه… لم يعي كم من الوقت مر ولكنه شعر انه سينام .. ليغمض عيناه مرهقاً
وبعد دقائق دلفت كاميليا إلى الغرفة وهي ترتدي روب لونه وردي مرسوم عليه بعض الزهور المشجرة… وتربطه من الخصر … يصل إلى فوق الركبة بقليل..
تألمته عندما نظرت إلى ملامحه المتعبة
فجلست على الأرض عند اخر السرير وهي تخلع منه الحذاء الأنيق والجوارب بحنان ودلال أنثوي .. وما أن وقفت حتى وجدته يجذبها من يديها إليه ليسحبها من خصرها نحوه .. حتى تسقط بجانبه على السرير … يريد قربها .. فيضع رأسه على صدرها مغمض العينين، يُمسك بيدها قابضًا عليها باحتياج؛ قائلاً بتعب:
– كان نفسي أمي تبقى عايشة
ابتلعت غصة استحكمت بحلقها، تهمس باختناق:
– ربنا يرحمها يا حبيبي ويصبرك…
تاركة نفسها له كي يطمئن ولو قليلاً..
اقترب بوجهه منها، يسند جبينه إلى جبينها،
هامسًا ببؤس:
– انا محتاجلك يا كاميليا… خليكِ معايا
أغمضت عينيها بوهن، تهمس بدورها:
– انا معاك طول الوقت … مش هسيبك ابدا يا حبيبي
لتضيف بثقة:
– انا جنبك متقلقش
رفع رأسه إليها هامسا:
– هو ممكن يجي يوم وتحسي أن مش انا اللي انتي كنتي عايزاه وتسيبيني؟
هزت رأسها بنفي قاطع :
– لا طبعا.. انا بحبك … ولو مكنتش مطمنة لك مكنتش اتجوزتك
لتضيف برقة:
– بس دلوقتي بقيت بعشقك … بحب كل فيك.. هلاقي راجل زيك فين … هلاقي فين زي نديم ؟
انا حبيت خوفك على بنتي وحنيتك عليها اللي عُمر ما حد يعوضها عنها
– عارفة
– ايه ؟
قبلها من وجنتها بحرارة:
– والله بحبك.. وعمري ما قولتها لواحدة قبلك ولا هتتقال لواحدة بعدك يا كاميليا
ضمته إليها بسعادة :
– ربنا يخليك ليا يا حبيبي
______