– عندي لك حتة فكرة انما ايه هتنقذك من اللي انت فيه ده
– فكرة ايه !
– انت تاخد منها الدهب بتاعك بس من وراها
مسح وجهه بيديه بزفرة قوية:
– اسرقه يعني؟؟ انتي بتقولي ايه؟؟؟
– سرقة ايه ؟؟ ده حاجتك يا سامح…انت اللي جايبهم يا حبيبي مش هي…وهي مش أصيلة عشان مش راضية تقف جنبك
وهتسيبك تتسجن… انت تاخدهم من وراها وتحطها قدام الأمر الواقع
– الحقي بنتك عايزاني اخد الدهب من ورا ميادة
– بصراحة ده اللي ينفع مع الاشكال اللي زي دي…دي بت طماعة…اختك معاها حق يا سامح
– يعني انتي شايفة كده يا ماما؟؟
طب افرضي لو عرفت سابتني
قاطعته بنبرة متحكمة:
– تسيبك ده ايه؟؟؟ متقدرش اصلا…وبعدين ابقى قولها انك هتجيبلها بعدين زيهم…اسمع كلام امك و اعمل كده..
همس سامح بعدم اقتناع:
– مش عارف يا ماما…لا مش للدرجة دي
_________
صعد مازن الدرج ودخل الغرفة التي بها زوجته وأطفاله.. فهتف بصوت عال باشتياق :
– سااارة
التفتت سارة سريعا .. لتركض إلى زوجها لتحتضنه باشتياق :
– مازن وحشتني اوي .. مش كنت تقولي استناك
اشتد على عناقه أكثر وهو يضمها بقوة:
– لا حبيت اجيلك فجأة كده
ترك اسر ما بيده فهو كان يقف مع دانا ليساعدا سارة بترتيب الغرفة .. ليقفز على والده صارخا بسعادة :
– بااابي
حمله مازن هامسا باشتياق وهو يضمه مع سارة :
– قلب بابي والله وحشتني
بينما رمقتهم الطفلة بأعين دامعة… فـ اسر صديقها تجاهلها وتركها
رمقته بنظراتها وهو يعانق والده ويقبله…
تراقبهم دانا وهي واقفة مكانها ولم يلاحظ أحد وجودها.. تراقب مازن وهو يداعب خصلات شعر اسر الناعمة والطفل يتشبث بحضن والده بقوة,
كم كانت تتمنى أن تأتي تلك اللحظة .. ان تعانق والدها المسافر كما أخبرتها امها أو بالأحرى كما كذبت عليها امها حتى لا تجرحها
لتنسحب من الغرفة وهي تبكي بصمت
تأوهت من داخلها بحزن طفولي..
كم كانت تتمنى أن يصبح لديها اب يحبها ويحملها ويعانقها ويلاعبها.. تتمنى أن يطيرها والدها في السماء وترتمي بين أحضانه وتناديه “بابا”
يا الهي أحلامها بسيطة
ولكن اين هو والدها !
والدها الذي تركها كما سمعت شجاره مع امها
كانت تهبط من على الدرج تتحرك بتعثر بخطوات بطيئة وتكشيرة طفولية مرسومة على ملامحها… بينما نديم لاحظ تعثرها بالمشي وحزنها وعيناها الجميلة تلتمع بالدموع فترك كاميليا وهي مذهولة
لتسأله باستغراب :
– في ايه انت سايبني ورايح فين
– جايلك
تحرك نديم نحو دانا وهو ينزل إلى مستواها لتشهق بمفاجأة :
– ديم