ـ بابا..
قاطعه والده بصراخ:
ـ أنا مش عايز أسمع كلام فارغ
وخبط على المكتب بعنف:
ـ كنت بقعد اقولك اتجوز يا حبيبي … امتى هفرح بك، لكن مش لدرجة تروح تتجوز واحدة اتطلقت عشان هي خاينة
هتف نديم بقوة محاولاً الدفاع عنها:
ـ بابا… كاميليا مش كده
قاطعه والده:
ـ ذنبها إيه الطفلة اللي بينهم اللي دمروا حياتها !
ذنبها ايه الطفلة .. ذنبها ايه حياتها تتدمر بسببهم .. وكمان بيشك في نسبها هي حصلت!
صرخ به نديم وقد فلت غضبه:
ـ بلاش تتكلم انت عن ظلم الاطفال
ـ قصدك إيه
– قصدي ان انت كمان دمرتني .. دمرتني زمان ولسه عايز تدمرني دلوقتي ! مش مصدق كاميليا.. ومصدق حتة واحد واطي
قاطعه والده بذهول:
– انا ؟؟؟ انا اللي دمرتك ؟ ده جزاتي!
ده انا اللي ربيت بعد ما أمك ر…
قاطعه بانفعال :
– رميتني… عااارف عارف ان امي رميتني.. بقالك 23 سنة بتقول نفس الجملة انت ايه مبتزهقش !
مصعبتش عليك في مرة !
كنت بتعاقبني زي الناس الغريبة
بتعاقب ابنك.. ولا كنت عايز ترميني زيها
ياريتك رميتني كلامك المؤذي ليا من صغري
هي على الأقل ظلمتني مرة … لكن انت كنت بتظلمني كل مرة
توسعت عينا منصور بذهول وهو يهتف بعتاب:
– انا يا نديم ؟ انا يابني ؟
هتف نديم بعنف:
– انا تعبت .. تعبت من كل حاجة … حتى كاميليا اللي معملتلكش حاجة شكيت فيها شكيت انها واحدة خاينة !!!
لم يلتفت منصور إلى حزن ابنه وواصل اتهامه له:
– طليقها قالي انها خانته وطلقها عشان كده…
– قسما بالله انا حبيت كاميليا عشان هي واحدة محافظة على نفسها كويس اوي .. ده انا خطيبها ومش بتخليني حتى امسك ايديها !
سخر والده بعنف:
– ما يمكن…
صاح نديم بانفعال :
– لااا شك في أي حد زي ما انت عايز لكن الا كاميليا…كاميليا مفيش واحدة زيها ولا هي بالحقارة دي.. يا بابا ده واحد بيشك في نسب بنته لمجرد صورة واحد شبهها وهو طفل .. هو في هبل للدرجة دي !
في حد غبي وحقير اوي كده!
ما معظم الأطفال شبه بعض وهما صغيرين
وحتى لو انا اللي كنت بخونه مثلا
هعرفها منين .. الكلام ده ما ٤ سنين..انا لسه عارف كاميليا بقالي يدوب كام شهر
صمت والده للحظات.. ثم قال:
– ما أنا قولتله الكلام ده
– اومال في ايه بقى ؟
– انا بس خوفت عليك .. خوفت أن كاميليا دي تكون فعلا خانت جوزها وسابته وتعمل فيك كده..
– لا متقلقش … كاميليا مش كده يا بابا…و ياريت الكلام ده ينتهي هنا..عشان لو طلع بره كاميليا عمرها ما هتكمل معايا وكده هبقى خسرتها للأبد ولو خسرتها يبقى تنسى اني ممكن اتجوز حد غيرها
– لا يا نديم .. انا عمري ما هروح اقولها الكلام ده يابني مستحيل
جلس إلى جانبها على مقعد الصالون فهو أتى إليها بعد حديثه مع والده..خاصة أنها لم تأتي للعمل اليوم…فهو سمح لها اليوم بإجازة عندها سمع صوتها كأنه مرهق .. فحاول التحدث معها مرة أخرى فوجدها تبكي.. ليأتي لها سريعاً
– كاميليا ممكن تهدي بقى عشان نشوف هنتصرف ازاي
– انا زعلانة أوي..هو ازاي يشك فيّ كده … ازاي اصلا يشك في حاجة زي كده
نديم برقة محاولا تهدئتها:
– طب اهدي بس يا حبيبتي..
كانت قد توقفت عن البكاء قليلا :