التمعت عيناها تأثرا قائلة:
– انا مريت بحاجات كتير صعبة من طليقي ومن اهله..
قاطعها نديم بنبرة حاسمة:
– كاميليا انتي نعمة في حياة أي حد وأي حد كان شايف غير كده فهو ناقص ومريض
ليردف بعينان متألقة :
– انا بحبك وهحاول متسعجلش انك تعترفي بمشاعرك عشان اللي مريتي بيه .. بس اللي حابب اقولهولك واكدهولك.. اني عمري ما حبيت في حياتي بنت غيرك..
رفعت عينين حائرتين له وهي تسأله:
– ليه؟؟ ليه مرتبطش ولا خطبت قبل كده.. وليه متتجوزش واحدة انت اول حد في حياتها واول فرحتها واول عيال منها يكونوا منك !
قاطعها بتصميم :
– انا مش فارق معايا كل ده يا كاميليا.. انا حبيتك انتي ولو مش بحبك مش هعمل كل ده عشانك
ليردف نديم وهو يزفر بعمق :
– عارفة انتي لما رفضتي تتخلي عن دانا انا لقيت نفسي بتمسك بيكي .. عارف اني اتسرعت اني اطلب اتجوزك قبل كده
وغلطت وقتها وعارف انه مش ذبنك تعوضي حساب قديم ملكيش ذنب فيه .. بس شوفت فيكي اللي اتمنيت يتعملي زمان … هي كانت غيرك .. كان هيبقى معاها كل الإمكانيات انها تصرف عليا وبابا مكنش هيتخلى عني وهيبعتلي كل مصاريفي .. بس هي مكنتش عايزاني… مكنتش عايزة تربط نفسها بمسؤولية … كانت بتقول ان دي غلطتها اللي بتتهرب منها .. مش عايزة عيال من ابويا.. غلطتها اللي هي رمتها ل ابويا و قالتله شيل انت … ربي و كبر واعمل كل حاجة … انا مستغنية عنه.. انا مش
عايزة طفل كل ما ابص في وشه افتكرك
شهقت كاميليا بحزن على ما حدث له .. ليردف بعدها نديم بعينان غاضبة معاتباً اهله دون وجودهم :
– بس هي تخلف عادي !!! تتجوز وتخلف عادي لكن تربي لااا.. تسيبه وتتطلق منه وترميني عشان ابويا كل لحظة يفكرني بيها .. يفكرني بوجعها له
حاولت كاميليا مواساته .. لتتركه يكمل فهي تريد أن تسمعه أكثر :
– عيشت عمري كله اسأل نفسي ذنبي ايه في كل ده.. ذنبي ايه اعيش لوحدي من غير امي سنين طويلة وانا كنت طفل .. عملها ايه الطفل اللي عنده 7 سنين ده !!
ابتسم نديم بضعف :
-ده انا مرة جبت رقمها واتصلت بيها واشتريت خط جديد من ورا ابويا وكلمتها .. كنت فاكرها هتفرح.. هتفرح ان ابنها متمسك بيها وعايزها.. اول ما سمعت صوتي وعرفت أن انا نديم قالتلي معلش انا مش فاضية دلوقتي ورايا حاجات بس !!
قولت معلش يا نديم .. يمكن مش فاضية .. يمكن مشغولة في حاجة.. عدى يوم واتنين لحد ما وصلوا اسبوع .. وانا كل يوم .. كل يوم ابص على الموبايل واستنى مكالمتها ليا .. وهي ولا هنا … ولا في دماغها