ـ بابا … بابا مات…بابا مش بيفتح عينيه ولا بيرد عليا
ليهمس جدها إلى سامح قائلا:
ـ سامح.. خدها بره عشان تهدى شوية..غلط كده عليها هي حامل
لتهمس بنبرة مخنوقة :
– لاااا سامح ده لا … مايقربش مني
هو السبب… هو حرمني منه
حرمني اشوفه
لتردف بغصة مريرة :
– حرمني اشوف بابا
بينما نظر له الجميع بعدم تصديق وذهول وحاول سامح التبرير لهم … ولكن !!
يبرر ماذا !!!
هل هناك تبرير لمنعها من رؤيتها والدها المريض ؟
فأخرجه جدها من الغرفة.. مشفقاً على حالة حفيدته
وبعد مرور دقائق نهضت كاميليا من حضن امها وشقيقتها لتقبل والدها على جبينه وهي تهمس بحزن :
– ودعتهم كلهم ما عدا انا يا بابا !
كانت امنيتي اشوفك مرة أخيرة!
كان نفسي احضنك…ابوسك…اشوفك لآخر مرة..
لتضيف بوجع:
– انت اكيد مرتاح دلوقتي !
بس انا مش مرتاحة يا بابا
كان نفسك تشوفني عروسة ونسيت ان الاعمار بايد ربنا
– دلوقتي انا عايزة اترمي في حضنك زيهم… عايزة اسمع صوتك زي ما هما سمعوه…بس ساااامح … سامح حرمني منك يا بابا
محتاجالك اوي يا حبيبي
– كنت بخبي عليك عشان خايفة عليك تتعب اكتر…بس انا دلوقتي بتمنى لحظة واحدة احكيلك فيها عن كل اللي حصلي
عايزة احكيلك عن اللي سامح وأهله عملوه فيا
لتردف بحرقة :
– بنتك اللي كان نفسك تشوفها عروسة… اتبهدلت أوي…ياريتك ما اتمنيتها يا بابا… ياريت
ضمتها امها إلى حضنها بحزن :
– كفاية يا كاميليا … كفاية يا حبيبتي… انتي كده هتتعبي
همست بمرارة:
– مش قادرة اصدق يا ماما… كأنه كابوس…مش قادرة اصدق اني ملحقتش اشوفه
**********
بعد مرور أيام مراسم العزاء…
طلب سامح من كاميليا رجوعها معه ولكنها كانت ترفض بشدة
همست كاميليا بحزم:
ـ أنا مش راجعة معاه…مش راجعة معاه تاني
قاطعها جدها :
ـ ازاي يا كاميليا؟.. ده جوزك يا بنتي…هو اه غلطان ويتعلم الادب على اللي عمله… بس مش لدرجة أنك ترفضي ترجعي له خالص…هو كان خايف يا بنتي يخرجك فـ
تتطلقوا كده
– ياريت…ياريته كان طلقني…مبقاش يفرق معايا
– يا بنتي أنتِ حامل ومكملتوش مع بعض حاجة…طلاق ايه بس !
– مش قادرة ارجع معاه…انت عايز ترجعني له عشان مينفعش طلاق…لكن انا مش قادرة… مش قادرة يا جدو