نزل سامح على الدرج، فسمع صوت رنة تصدر من هاتفه…
” بابا مات يا سامح ”
ليجد تلك الرسالة التي وصلته من “فاتن” شقيقة كاميليا
لتتسع عيناه بصدمة غير مصدقاً..فهو لم يتوقع موته بسرعة هكذا !
فصعد إلى الدرج مرة أخرى ويدلف شقته فوجدها متكورة على الأرض مكانها كما تركها تبكي بضعف بشهقات عالية..
ليربت على كتفها هامساً :
– كاميليا … قومي البسي
رفعت عيناها ببراءة لتسأله وهي تمسح دموعها بعنف :
– هتخليني ازور بابا صح ؟؟
هتخليني أكلمه؟
هز رأسه بنفي قائلا:
– البسي أسود يا كاميليا.. ابوكي مات
اتسعت عيناها بذهول وصدمة وهي تصيح:
– انت بتقول ايه !!!
أكد لها قائلا بحزن :
– ابوكي مات…اختك بعتتلي رسالة
دفعته بخشونة :
– انت كذاب … وهي كمان تلاقيها بتكذب… تلاقيها بتهزر
أمسكها من كتفيها يحاول تهدئتها:
– البسي يا كاميليا…
صرخت بغضب :
– انت بتكذب عليا… بابا مات ازاي !!؟
ده انا ملحقتش اشوفه … ملحقتش
لتردف بغيظ :
– تلاقي فاتن بس بتهزر.. ما انت عارفها..
انا هلبس واروح له… هروح اشوفه
قاطعها بتنبيه :
– البسي حاجة لونها اسود
اخذت تصرخ بحدة :
– هو مش بيحب الاسود !؟ وماتقولش كده.. ماتقولش كده عن بابا…انت بتكذب عليا
*******
دلفت إلى المشفى مع زوجها، وما أن وصلت إلى غرفة والدها حتى ركضت اختها نحوها وهي تصيح ببكاء:
– بابا مات يا كاميليا
دفعتها كاميليا بدون تصديق :
– لأ… أنتِ بتقولي ايه !!!
يعني ايه بابا مات… يعني مش هعرف أكلمه ولا اشوفه… حتى ملحقتش اشوفه في لحظاته الأخيرة !
مات بسرعة كده ؟
همس كمال شقيقها بحزن :
– ادعيله يا كاميليا بالرحمة…بابا كان نفسه يشوفك ووصانا عليكي قبل ما يموت
صرخت بغضب وهي تتجه نحو فراش والدها لتجد امها تجلس بجانبه فراشه وهي تقرأ قران وتبكي بصمت:
ـ لا.. انت بتقول إيه؟.. يعني مش هسمع صوته !!.. مش هشوفه تاني ازاي؟
وهبطت لتركع على ركبتيها بجوار فراشه:
ـ لا يا بابا..فوق وفتح عينيك وكذبهم… لسه بدري..انت لسه صغير يا حبيبي….. في حاجات كتير لسه معشيتهاش معاك
بسرعة كده يا بابا !!!
صرخت تئن بتوجع:
ـ لااا.. لا يا بابا أنت مش هتسيبني..
دخل في تلك اللحظة جدها وخلفه زوجها والطبيب والممرضة ليحاولوا تهدئتها ولكن بلا فائدة .. اندفع سامح نحو زوجته يحاول رفعها أرضاً وهو يهمس :
ـ كاميليا..قومي
ما أن سمعت صوته وقربه منها حتى صرخت بشدة معترضة وانكمشت لترتمي بحضن امها التي وضعت المصحف بجانبها :
– ابعد عني… ابعد انت عني
أغرق نفسها بين ذراعي امها وانضمت معها شقيقتها بينما كانت كاميليا تشهق ببكاء مرير..
همست ببكاء :