لتجد كاميليا صوت طفلتها تصيح بوجع :
– مامي…
التفت سامح إلى تلك الطفلة الجميلة الشقراء.. تشبهه فقط في لون شعره .. دمعت عيناه من رؤيته لها .. اللعنة !
انه انجب طفلة جميلة .. رائعة
طفلته الوحيدة وهو بغباءه ضيعها منه وانكرها
طفلة لم يستطع أن ينجب مثلها ابدا ابدا
صاح سامح بشوق:
– بنتي.. تعالي يا حبيبتي انا بابا
وقفت الطفلة في الطرقة من بعيد وهي تضع يدها على أذنيها تبكي .. لتشاور لها كاميليا بأمر:
– دانا ادخلي جوه يا حبيبتي
ردد سامح اسمها :
– دانا
دق جرس باب الشقة.. ففتح كمال الباب ليجد أمامه نديم ممسكاً بحقيبة دانا قائلا بحرج :
– دانا نسيت شنطتها في الحضانة مع اسر وجبتهالها
فنظر أمامه ليجد ذلك المشهد الذي لم ينساه وهو طفل … ولكن مشهد الطفلة الواقفة من بعيد وهي تضع يدها على أذنيها رعبا ودموعها تتساقط.. ذكره المشهد بما حدث له وهو طفل
ذكرته دانا بكل ما حدث له
بألمه ووجعه
– ادخلي جوه يا دانا
هزت الطفلة رأسها ودموعها تتساقط وهي ترتعش لتسأل امها بفضول :
– هو هو دا بابا يا مامي
شاورت لها كاميليا برجاء :
– ادخلي الاوضة عشان خاطري
صاحت الطفلة بشهقة مؤلمة معاتبة امها :
– انتي كذبتي عليا يا مامي.. انا سمعتك بتقولي كذبتي عليا..لييييه
فهم نديم أن الرجل الذي يقف أمامه بشعره الاشقر وعيناه داكنة وبشرة مائلة للسمرة.. ان هذا الحقير الندل والد دانا الذي تركها ووجعها لتقترب صفاء من دانا وهي تحاول أن تدخلها الغرفة لترفض دانا بعناد:
– لا مش هدخل
وما أن رفعت رأسها أمامها لتجد نديم .. لم تتردد لحظة وهي تركض إلى نديم ترتمي بحضنه.. بينما حاول سامح امساك طفلته فحاولت كاميليا أبعاده عنها صارخة به :
– متقربش منها قولتلك
دافعت ميادة عن زوجها قائلة وهي ترد بمكر حتى تسمع الطفلة:
– في ايه يا مدام كاميليا دا ابوها..مش كفاية كذبتي على البنت وفهمتيها أن ابوها كان مسافر
صاحت كاميليا مدافعة:
– وهو كان فين ابوها دا !! انا كذبت عليها عشان خوفت عليها انتوا مش عارفين حاجة
لتقترب كاميليا من نديم الذي يحمل الطفلة وهي تشهق ببكاء تختبئ برأسها على صدره :
– دانا تعالي يا حبيبتي متخافيش
شهقت دانا بوجع:
– ديم .. انا زعلانة
عانقها نديم وهو يهدهدها بحنان أبوي صادق:
– اهدي يا حبيبتي مفيش حاجة
اقترب سامح من نديم قائلا برجاء :
– دانا انا ابوكي يا حبيبتي .. مش كان نفسك تشوفي بابا
التفتت من حضن نديم لتنظر إلى سامح بدموع حارقة ردت بتلقائية ورفض :
– انا مش عارفاك .. لأ لأ