– شايف قلة أدب مراتك يا سامح !! ده انا أختك ومقدرش أعلي صوتي عليك .. ده أنا بعملك حساب على طول وبحترمك
نظر لزوجته نظرة أرعبتها قائلًا بكل قسوة :
– أنت إزاي تتكلمي كده مع أختي ؟؟ هاتي التليفون ده كده يا كاميليا.. لا فيه تليفون ولا نزول لمدة أسبوع ولو فكرتي تنزلي من ورايا تبقي طالق..
بلعت ريقها بهلع ؛ لقد قال كلمة ما أصعب وقعها على آذانها :
– لو خرجت هبقى طالق !!! ليه بتقول كده .. ليه تحلف بكده غلط
هتف بصوت خال من أي رحمة:
– أيوة لو خرجتي تبقي طالق يا كاميليا..
بينما هي نظرت له بصدمة.. وعدم تصديق ؟!!
تخيل أنك تعطي قلبك ومشاعرك وحبك ووقتك وآمالك وضحكك لشخص، يسرق منك في النهاية كل شيء وأنت تشعر بخيبة أمل؟
ركضت نحو الباب دون تفكير وهي تحاول فتحه؛ ليسبقها سامح وهو يقف خلفها واضعاً يديه الاثنتين على الباب مانعاً إياها من الخروج
– أنتِ عادي عندك تتطلقي مني !!!
صاحت بقوة :
– ده بابا يا سااامح…بابا… انا لازم أزوره
زمجر من بين أسنانه:
– مش هسمحلك تخرجي أصلا
حاولت أن تدفعه .. ليشدد ذراعيه عليها وهو يسحبها نحوه و يغرس أصابعه في ذراعها و هو يقول متعصبًا :
– روحي شوفي شغل البيت يا كاميليا
– مش شايفة حاجة انا ولا هعمل حاجة…انا عايزة بابا
أخذت تصيح باندفاع محاولة التملص من يديه أو حتى أخذ هاتفها أو الخروج حتى من المنزل ولكن دون فائدة:
– حرام عليكم .. بابا تعبان أنتوا إيه معندكوش رحمة !
بينما على الجهة الأخرى كانا إخوته يراقبان الموقف بتسلي
لم يتدخل أحد منهم محاولا منع شقيقهم من فعلته الحقيرة تلك
ليهمس “سميح” شقيق سامح الأصغر بنفس عمر كاميليا في التاسعة عشر من عمره
قائلا إلى نفسه بخبث :
– أحسن حاجة أن كاميليا مش هتطلق وهتقعد معانا
ليردف بفخر:
– عشان تكويلي هدومي
***********
بعد مرور عدة أيام..
– محتاج حاجة مننا يا بابا ؟
نطقتها فاتن إلى أبيها وهو ينام على الفراش بالمشفى وحواليه الجد وزوجته وفاتن وكمال ابنائه
سألهم بتعب :
– هي كاميليا ليه مش موجودة؟
ردت فاتن بإستغراب:
– مش عارفة برن عليها مبتردش.. وسامح قالي أن هي مشغولة في مذاكرتها وتعبانة شوية
همس بنبرة مبحوحة :
– انا حاسس إني استعجلت في جوازها بدري.. بس كان نفسي افرح بيها واشوفها عروسة قبل ما أموت..
أحياناً الآباء والأمهات يفعلون أشياء بدافع الحب والطمأنينة..
ليطلب من والده برجاء :
– خلي بالك من كاميليا يا بابا…هي بعد كده مش هيبقى لها حد غيرك
– ما تقولش كده يا مجدي… لا يابني انت هتعيش وهتشوف عيالها كمان.. وبعدين يعني هي لها جوزها كمان ولا انت ناسي !
همس بشرود :
– سامح كان بيتحايل عليا كل شوية من يوم ما خطبها أنه يتجوزها بسرعة.. و وعدني… وعدني أنه هيخلي باله منها ومش هيخليها زعلانة…
لكن انا .. انا حاسس انها زعلانة.. هي صحيح مش بتقولي بس عينيها… عينيها وشكلها يا بابا بيقولي أن بنتي في حاجة مزعلاها… وهي رافضة تقولي وانتوا كمان..
بس دي بنتي وحاسس بيها
مش هي دي كاميليا اللي انا جوزتهاله.. بنتي اتغيرت خالص…مبقتش هي
خلي بالكم من كاميليا… وقولولها تسامحني ومتزعلش مني إني استعجلت عليها
كان غصب عني… وانتي يا فاتن..ماتتجوزيش دلوقتي إلا لما تخلصي كليتك…انتي لسه في سنة أولى كلية آداب يا بنتي…اوعي تتجوزي الا لما تتخرجي وشهادتك تطلع كمان
ولم يشعر بالدموع التي تنساب على وجهه حتى مدت فاتن يدها تمسحها قائلة بتأثر:
– بااابا