وواثقة إن ربنا مش بيسيب حق حد اتظلم”
انتهت من صلاتها ونهضت لتجد والدتها دخلت إلى غرفتها في تلك اللحظة لتجلس معها وهي تمسح دموعها هامسة بحنان:
– والله يا حبيبتي ما يستاهلوا دموعك دي اوعي تضايقي نفسك ولا تزعلي عليهم لحظة واحدة.. والله انا كمان ما بنسى ولا
ببطل ادعي عليهم … لانهم سابوا وجع كبير اوي في قلوبنا، و انشفي كده متبقيش طرية واجمدي انتي زي الفل يبقي متزعليش تجربة وربنا مطولهاش عليكي قولي الحمد لله عشان بنتك اكيد زعلانة لما بتشوفك كده وبتيجي تسألني افرح ماما ازاي وببقى مش عارفة ارد اقولها ايه.. ولو شافتك قوية هتفرح وتتسند بيكي..مضايقيش نفسك ومتزعليش دول مكنش
يستاهلوكي
همست كاميليا بنبرة ساخطة:
-انتي فاكراني زعلانة عليهم ؟
لا يا ماما..ازعل عليهم بأمارة ايه انا زعلانة علي طاقتي و مجهودي اللي راحو علي الفاضي ..
زعلانة على وقتي اللي ضاع.. زعلانة عشان بسببهم كنت قافلة كل البيبان لأي فرص تانية في حياتي من خوفي يحصلي نفس اللي حصل..
لتردف بحشرجة :
-انا زعلانة على كل لحظة اتنازلت فيها و اتهاونت في حق نفسي وجيت علي روحي عشان واحد ميستاهلش… عملت كل اللي كان بيطلبوا مني عشان بحبه وعشان كنت فاكراه كويس معايا…زعلانة ان كل اللي عملتو وخد مني ومن روحي
متقدرش ومطمرش فيهم ولا كان له اي قيمة عندهم …
لتردف بغيظ :
-انتي فاكرة ان بعد كل ده ابقى زعلانة عليهم!!
انا زعلانة على نفسي اللي ظلمتها معايا
زعلانة على اختيار غلط بدفع تمنه لحد دلوقتي بتعاقب عليه .. وهو عاش حياته واتجوز واكيد خلف دلوقتي وانا اللي بتعب وشايلة كل حاجة لوحدي
قاطعتها امها بثقة :
– مين قالك ان هو مش هيدفع التمن ولا هيتحاسب على ظلمه ليكي…
بصي خديها قاعدة يا بنتي..
الدنيا دي زي الكاس داير وهيلف على كله يعني هما هيدوقوا من نفس الكاس اللي دوقوه ليكي، هيتوجعوا وربنا هياخدلك حقك منهم
همست كاميليا برجاء :
– يارب يا ماما … بدعي من كل قلبي والله في كل صلاة ..مش ببطل ادعي عليهم
عانقتها امها بحنان :
-والله يابنتي فعلا داين تدان دي شوفتها في ناس كتير.. الدنيا حرفيا بتلف واللي الناس بتعمله بيتعمل فيهم يكفي انك عند
ربنا مظلومة مش ظالمة حد
ثم اردفت بثقة:
– صدقيني هتيجي اللي تخلص منه كل ده ويعرف ساعتها قيمتك وان اللي معاه كان كنز وهو ضيعه
همست كاميليا بضيق:
– اللي سمعته أن مراته كويسة
امها بشرود :
– الله اعلم احنا مش عايشين معاهم .. انتي فاكرة بعد كل الدعوات دي ربنا مستجابش لسه، ما يمكن حصله بلاوي واحنا
مش عارفين
ستجزى على قدر نيّتك وسعيك، لا تحزن إن شعرت أن خطواتك أبطئ مما كنت تتوقع، وأن الأبواب مفاتيحها أبعد مما كنت تتصور، إن الله يرى سعيك وسلامة نيتك، مهما تأخرت ومهما تعسرت، ثق بأن اليُسر سيأتيك عاجلاً أم آجلًا، فلعلّك تسعى وراء نجمةً، والله يُخبّئ لك مجرةً بأكملها!
____________________________________
لا تحزن، ولا تيأس لرُبما فِي المرة القادِمة تحدُث فرصةٌ أجمَل بكثير مِن تِلك التي مضْت ، ولرُبما ينتظرُك شيئاً أحبّ إليك مِما فقدت، ثق بالله دائماً و أبداً
لم يتحدث نديم مع كاميليا مرة أخرى منذ أن عاتبته ولم تتقبل اعذاره .. حسنا هو تسرع بعرضه الزواج عليها واستغلاله لها
بتلك الطريقة.. ولكن هي واجهته بقسوة شديدة
كان اليوم .. هو يوم الحفل الذي أقامه والده.. بالتأكيد لم يأتي بباله أن كاميليا تحضر فهي ليست من اهتماماتها الحفل.. هي عملية أكثر
كان يرتدي بدلة رسمية سوداء بدون ربطة عنق وقميصاً أبيض..صفف شعره الاسود الداكن للاعلى بطريقة ملفتة انيقة ولم
ينسى وضع عطره المميز الذي يخطف الانفاس .
وصل إلى مكان الحفل الذي أقيم في أحد الفنادق الشهيرة. دخل بخطوات واثقة كالمعتاد ، ولفت انتباه جميع النساء.
ظهر الدهشة في عينيه ، ولم يستطع أن يخفيها عندما رآها في الحفلة .. لم يكن يتوقع منها أن تأتي وتحضر .. كانت ترتدي فستانًا أحمر طويلًا ضيق من الخصر, وينزل باتساع , بينما اكمامه تنزل من كتفيها منسدلة مما أظهر جمال كتفيها بشدة ولكن
حسنا هو يغطي صدرها .. لكنه يكشف كتفيها تماما .. لونه الأحمر يظهر بياض جسدها ونعومته ..
كان شعرها الأسود المموج يتدفق برفق حول خصرها… هي لم تجعله كله “ستريت” كعادتها.. تركت جزء منه مموج قليلا .. اقترب منها دون وعي ليتأكد من أنها هي ، كاميليا ، التي رآها أمامه ، وقد لفتت انتباه معظم الحاضرين.
كانت تقف وحدها .. بثقة وشموخ و رقة ..
اليوم كانت تضع مستحضرات تجميل كاملة زادتها فتنة وجمالاً .. ذُهل عندما رأى ذلك الروچ الأحمر الذي تضعه على شفتيها الممتلئة قليلا ..
يزيدها جمالاً واغراءا ..
انها بدت أنثى فاتنة مغرية بشدة
شعر بالغيظ والانزعاج .. تلك المرأة لا يجب عليها أن تضع اللون الاحمر عليها ابدا
فهي تلفت أنظار كل الحاضرين إليها وهي لا تدري..
اقتربت منها هامسا بابتسامة :
– اهلا يا كاميليا..منورة الحفلة