ثم اردفت بكره واحتقار وهي تبعد وجهها عنه :
– انتوا للدرجة دي الجواز عندكم لعبة … لعبة الست هي اللي تحاسب عليها .. انا مش هوافق اكون كده !
نفسي اعرف الست ذنبها ايه .. ذنبها ايه تدفع تمن كل حاجة بتعملوها
اقترب منها وتمكن من الأمساك بكتفيها رغمًا عنها، وأرغمها على النظر لوجهه:
-كاميليا، بصي لي لو سمحتي، كل اللي حصل كان غصب عني منكرش اني غلطت .. بس مش معناه أنك تبعدي عني انتي
أو دانا .. انا صحيح مش متأكد من حقيقة حبي ليكي .. بس يمكن مع الوقت تبقى اكبر من الحب … انا اسف .. عارف اني غلطت اني فكرت بكده
بس انا انبهرت بيكي .. بشخصيتك … بتعملي كل حاجة كان نفسي امي تعمل ربعها ليا زمان .. انا دلوقتي واضح معاكي..
تعالي ندي نفسنا فرصة وانسي كل اللي فات ده
حاولت نزع أكتافها من بين أصابعه المتصلبة دون جدوى وهي تهتف بحرقة:
– لولا أن باباك قالي مكنتش هعرف … كنت ممكن متحبنيش وتطلقني .. كان ممكن تبوظلي حياتي زيه بالظبط .. زي ما هو دمرلي حياتي زمان..
أنزل ذراعيه وهز رأسه بأسف:
-أنا بعتذر، أنا آسف فعلا.. بس وافقي يا كاميليا… وافقي نتجوز .. انا عايزك معايا انتي ودانا
هتفت به بعنف :
– ده في احلامك … انا مش هتجوزك … ومن هنا ورايح انت ملكش دعوة بيا انا ودانا ..
ثم اردفت بابتسامة قوية وهي تمسح دموعها التي تساقطت :
– ولو حاولت تضايقني ولا تجيب سيرة الجواز ده تاني انا هخلي باباك ينقلني عنده في شركته …
وقفت كاميليا عند الباب لتفتحه لتعلن انتهاء الحوار بينهم:
-انسى كاميليا دي خالص وانسى دانا
أظلمت عيناه بغيظ وهو يهز رأسه بانزعاج :
– براحتك يا كاميليا .. انا حاولت اعتذرلك وانتي مصممة.. براحتك
ليخرج بعدها نديم من باب المكتب وهي تغلقه خلفه
____
لا تستسلم لليأس ولا تسمح للآخرين بأن يؤثروا عليك أو يقنعوك بأنك أنسان ضعيف غير قادر على فعل شيء تذكر دائماً بأن الله هو ربك وأنت عبده وأنك خليفته على أرضه وهذا يكفي لتشعر بقوتك
ذهبت كاميليا إلى الحضانة ومظهرها يدل على الحزن الشديد فقابلت جارتها “جهاد” والدة زينة صديقة طفلتها دانا
لتشعر ان بها شيء .. فأخذتها بعيدا عن الاطفال لتتحدث معها:
– مالك يا كاميليا انتي كويسة ؟
– كويسة
همست جهاد بقلق :
-ماتشيليش كده جواك.. اتكلمي و احكي.. انا موجودة معاكي
رمقتها كاميليا بغيظ مكتوم داخلها :
-اتكلم ؟؟ اتكلم ليه قوليلي
صمتت جهاد ولم تنزعج من منها لتتركها تفجر ما بداخلها قائلة بزهق:
-اتكلم عشان اسمع اللي يقولي احنا قولنالك كتير و حذرناكي وانتي اللي صممتي تكملي في الجوازة.. وبلاش بيت عيلة و بلاش تعيشي معاه واتطلقي حتى وانتي حامل وهما حاطين أيديهم في الماية الباردة.. والكل يفضل يجلد فيا و يزود وجعي و همي.. واللي يقولي ده كان اختيارك محدش غصبك على حاجة
هزت جهاد رأسها بأسف على حالها:
– لا يا كاميليا .. انتي برضو كنتي حامل من اول ما اتجوزتي .. احنا بس بيصعب علينا انك كملتي مع سامح واستحملتي عشان حد ميستاهلش
لتهتف بنبرة متحشرجة مدافعة:
-انتوا للأسف مش قادرين تفهموا ان كان تمسكي باختياري وبسامح عشان كنت فاكرة ان فيه الخير ليا .. كنت شايفة حاجات بسيطة كانت حلوة بيقولها ووعود انتوا مش شايفينها ولا حاسيين بيها
ثم اردفت وهي تشير إلى نفسها بألم:
-نفسي كل شخص بيأنب فيا يفهم حاجة واحدة بس..
ان محدش بيختار سكة وهو عارف انه هيتأذي فيها
ربتت جهاد على كتفها قائلة برقة :