– انت بتحكم على كل تجارب الناس من خلال تجربة انت عيشتها !
تدخلت منى “زوجة والده” قائلة بهدوء قبل أن يصرخ زوجها بأي شيء يغضب نديم :
– أهدى بس يا منصور.. بالراحة كده فهمه ..
ثم أردفت لنديم برقة:
– نديم يا حبيبي.. العيال مسؤولية كبيرة .. عارف لو هي مطلقة ومش معايا عيل هنقول ماشي .. لكن دي معاها بنت وانت مش مجبر تربي عيال حد غيرك .. ما تتجوز واحدة بطولها كده من غير عيال ليه تظلم نفسك في جوازة زي دي !
صاح نديم بصوت مرتفع:
– وانا مين كان رباني!!! مش انتي … انتي اللي ربيتيني
ردت بتبرير:
– بس برضو انت مقولتيليش يا ماما على طول .. قعدت سنين على ما عرفت تحبني وتستوعب بُعد امك عنك.. وحتى لما خلفت سارة كنت دايما حاسس بفرق بينك وبينها وفيه حساسية شوية
هتف والده بمكر :
– ما يمكن ترمي بنتها زي ما أمك رمتك وانت صغير.. ده حتى أمك رمتك بثمن قليل اوي… للدرجة دي مكنتش غالي عليها !
قاطعته سارة بضيق فوالدها يذكر شقيقها بألمه :
– كفاية يا بابا … ممكن كفاية الكلام ده مالوش لازمة
تجاهلها والدها قائلا بقسوة:
– لا … واضح أنه نسي أمه عملت فيه ايه زمان !!! لازم افكره
البنت دي تنساها
ثم أردف بغموض:
-وبالنسبة انك عايز تخطب .. ف انا قدامي عروسة كويسة وبنت ناس وجميلة وباباها كان شغال معانا زمان في الشركة..
– مين دي ؟
رد بفخر:
– هند
زمجر نديم بعبوس:
– هند!! انا مش هتجوز هند دي… انا يوم ما اتجوز هتجوز واحدة اعرف احبها وتحبني.. عاوز اعيش مع واحدة افهمها وتفهمني … اخلف منها اطفال يكبروا يشوفوا اهلهم بيحبوا بعض وميطلعش عندهم خوف من اي حاجة.. عاوز اطلع ولادي سويين نفسيا .. مش عاوز اتجوز واحدة أطلقها بعد فترة … واجيب عيال اظلمهم معايا واكرر التجربة بتاعتك معايا انا
شهق والده :
– نديم !
قاطعه نديم بثقة :
– انا مش عاوز اعيش زيك كده … ومش هعيش كده… وهتجوز اللي هختارها مهما حصل …. عن اذنك
__________
أثناء سعيك وانتظارك لأمر تتمنى حدوثه في حياتك، لا تنسى أن تعيش اللحظة الحالية، وتّقدر النعم المحيطة بك الآن، وتذكر
أن بعضها كان سابقاً مجرد أُمنيات تتمناها، انتبه أن تعيش في المستقبل الذي يحتمل حدوثه من عدمه وتتجاوز لحظتك الحالية والحقيقية. عِش كل لحظة بكل ما أوتيت من حب.
جلست كاميليا في شقة اختها فاتن .. تتحدث معها لتأخذ رأيها هي وزوجها بما حدث معها
فهمست فجأة بشرود :
– متقدملي مديري في الشركة.. نديم المهدي
ارتفع حاجب احمد بذهول:
– نديم المهدي مرة واحدة !!؟ مش بقولك يا تونا اختك حظها في العرسان ولا اللي لسه متجوزتش
ضحكت كاميليا لتهمس ببساطة:
– مبهزرش يا احمد.. وبعدين هو لسه اصلا مفاتحش اهله .. يدوب عرض عليا الجواز
سألتها فاتن بفضول:
– وانتي قولتيله ايه !! اوعي تكوني رفضتي مانا عارفاكي..
– رفضت في الاول بس هو عرض عليا انه لو اقنع اهله و قدر يثبتلي انه عايزني فعلا هوافق
شهقت فاتن بدهشة:
– رفضتيه في الاول ليه يا غبية!
همست كاميليا بقلق :