في المساء..
ذهب سامح إلى منزل كاميليا.. ليسلم على والدها وبالطبع تعامل وكأن لا خلاف بينه وبين كاميليا كما نبهته والدة كاميليا وتركوا والدها بالغرفة ينام متعباً من أثر العلاج .. فخرج سامح ليجلس مع جدها وأمها :
– ينفع كده يا جدو !
ينفع يا ماما اكون راجع من السفر وجاي اخد مراتي وعاملها مفاجأة وهي ترفض وتسيبني !!
هتف الجد بعتاب :
– وينفع برضو يا سامح اللي اهلك عملوه فيها !!
ده يرضي ربنا يعني ؟
ليقص عليه سريعاً ما حدث
همس سامح بحرج :
– انا مكنتش اعرف ان كل ده حصل…انا عارف ان كاميليا مقصرتش معاهم…هما بس بيحبوها ويمكن مش قصدهم يعني
قاطعته امها بحدة :
– ما تقولش بيحبوها بس.. هما لو بيحبوها يمنعوها تروح امتحان مهم !!
يطردوها !
ده امتحان..انت عايز بنتي تسقط !!
هز رأسه بنفي :
– لا والله يا ماما مش كده..طب ممكن اتكلم مع كاميليا
استدعاها جدها لتجلس مع زوجها فعاتبته كاميليا بقهر وهي تلكزه على صدره :
– انت عارف اني حامل … هو انا مضطرة اخدم و اطبخ واغسل وامسح واكوي عشانك وفي الاخر أمك طردتني من البيت هي واختك وياخدوا مني مفتاحي .. انا مش هرجع معاك غير لما مامتك وأختك بنفسهم يجو ويعتذرولي في بيتي وقدام اهلي !
– كاميليا مالوش لزوم كل ده ! على فكرة
أنتِ عارفة أهلي بيحبوكي
صرخت بغضب:
– مالوش لزوم ازاااي؟؟
بقولك اهلك طردوني
عارف يعني ايه !!!
همس سامح بنبرة حانية:
– طب ممكن تهدي… وانا هعملك اللي انتي عايزاه..بس أنتِ عارفة أمي ست كبيرة وكده
ردت كاميليا بنفاذ صبر :
– سامح انا مش مجبرة اخدم اهلك ولا اعمل كل ده !
انا كنت بعمل كده عشانك .. وبقول من أجل عين تكرم الف عين
كنت بقول مش مهم اعتبريها زي امك
لكن توصل بيها لدرجة اني اعمل اكل لأختك وعيالها كمان !!!
الموضوع وصل بيهم كواجب وإجبار
مش مجرد مساعدة مني ليهم بحب
– عارف يا حبيبتي وانا هخليهم يجولك لحد عندك يصالحوكي
حاول تهدئتها ثم أردف سامح برقة شديدة وصوت هادئ محاولًا إقناعها مستخدمًا تلك الطريقة القديمة التي كانت تظهر قبل الزواج فقط :
– أنت عارفة إني بحب أهلي وبحبك أنت كمان بس دول أهلي يا كاميليا واللي مالوش خير في أهله مالوش خير في حد ..
– وبالنسبة انهم منعوني اروح الكلية وانت مش موجود !!
– وانا رجعت اهو ومش هسمحلهم يعملوا كده تاني
– طيب … انا هقوم اشوف بابا
************
في اليوم التالي
كانت أمه وإخوته يجلسون بالصالون ويعتذروا لكاميليا عما بدر منهم من أفعال.. لتهمس بعدها سميحة شقيقته إلى امها “سماح” بغيظ :
– والله لولا أني بحب سامح ما كنت اعمل كده .. بس ملحوقة.. خليها تصدق أننا فعلا بنصالحها بس وحياة امها لاخليها تندم
لتهز امها رأسها موافقة على كلامها .. وهي تبتسم بتمثيل إلى اهل كاميليا
بينما سامح جلس مع زوجته في غرفة المعيشة وحدهم .. لكي يتصالحان كما طلبت أمه من الجد..
– هتفضلي زعلانة كده ؟
مش انا عملتلك اللي أنتِ طلبتيه
هربت بأنظارها بعيدا عنها هامسة بتوجس:
– وانا ايه يضمنلي ؟؟
انت مبقتش تحبني يا سامح
زفر زوجها بضيق:
– وهو انا لو مش بحبك هرجع من السفر مخصوص عشانك !
ده انا سيبت شغلي هناك ورجعتلك اهو
– رجعت عشان عرفت اني اتخانقت مع اهلك بس ومسمعتش كلامهم
– خلاص متزعليش بقى.. انا خليتهم يصالحوكي اهو
ليناولها صندوق به هدايا كثيرة لها أحضرها لها معه من السفر :
– شايفة جبت لكِ إيه معايا..
شعرت بالسعادة، فالصندوق به كل أنواع مستحضرات التجميل المفضلة لديها والعطور المميزة التي تعشقها :
– الله يا سامح .. كل ده علشاني
ابتسم بنعومة:
-وحشتيني على فكرة