– مستحيل افكر .. انا برفض عرضك الهايل ده … عن اذنك .. انا لازم امشي حالا
و من ثم تحركت بعنف ملتقطة حقيبتها مغادرة المكان
إننا نشعُر بالاسى علي أنفُسِنا أحياناً، ليس لأننا أسأنا التصرف، بَل لأننا أحسنا التصرف أكثر من اللازم.
– “نجيب محفوظ”
اندفعت تركض خارجا.. بالكاد تسيطر على دموعها التي هددت بالسقوط..
أوقف سيارة أجرة.. فهي لم تقدر أن تركب مواصلات أخرى
دلفت إلى شقتها .. وهي تتجاهل تساؤلات امها وهي توقفها بأنها سوف تنام
اغلقت باب غرفتها خلفها واستندت عليه.. تحاول ايقاف شهقاتها المتتالية
تحاول ايقاف سيل الدموع المتدفقة ولم تقدر..
انهارت ساقيها تحتها وضمت ركبتيها لها
تشهق بعنف.. وتبكي بلا صوت .. فقط دموع لا تتوقف .. دموع تتساقط بألم وتزيدها وجع
يا الهي وجع ماذا !؟ هو مثله مثل أي شخص
ولكن هي اليوم شعرت بالحقيقة..
فهي أعجبت به!! يا الهي .. تلك الدموع دموع من وجع قلبها .. فهي كانت تشعر ناحيته بشيء ولكن كانت تحمي نفسها .. تتجاهل مشاعرها
هو الوحيد الذي وقف بجانبها .. هو من سندها في أشياء كثيرة بدون مقابل
حتى عندما عرض عليها الزواج شعرت أنه مختلف عن الباقيين
كيف يحطم كل شيء بتلك الطريقة
شعرت أنها كانت جالسة مع شخص آخر .. وليس نديم
همهمت بصوت مخنوق بالدموع.. حين شعرت بمن يتمسك بملابسها .. رفعت عينيها لتطالعها عيني طفلتها بلون السماء ببراءة قائلة :
– بتعيطي ليه يا ميكي ؟
مين زعلك ؟ آنا صفصف !
هزت كاميليا رأسها بنفي :
– لا مش آنا صفصف اللي زعلتني.. مفيش يا حبيبتي انا كويسة
طالعتها دانا بشك.. لتقول برقة:
– طيب يلا تغيري هدومك عشان انا كنت مستنياكي انام في حضنك…
نهضت كاميليا من على الأرض ..
ساعدتها طفلتها بخلع اكسسوارتها ومسح زينتها التي تلطخت على وجهها بمزيل المكياج ووضعت كل شيء مكانه بترتيب وتنظيم…
وخلعت كاميليا فستانها الانيق الجديد
لتجد طفلتها تضع يدها على عينيها بخجل وبراءة
لتهمس بخجل :
– هاااه… افتح عيوني يا ميكي؟؟
ارتدت كاميليا منامتها القطنية :
– فتحي يا قلب ميكي
جلست كاميليا على المقعد الصغير أمام التسريحة باللمبات المضيئة .. وهي تفتح علبة الكريم المرطب الخاص بها ممسكة به بضعف لتجد طفلتها دانا تمسكه بحرص وهي تقول :
– مامي انا هحطلك
فبدأت الطفلة بوضع بضع قطرات من الكريم وجهها بكل رقة .. ومن ثم أخذت مرطب الشفاه الوردي لتضعه على شفاه امها الممتلئة قليلا بإغراء و وضعت كاميليا لدانا أيضا مرطب شفاه لها خاص بها
دلفا إلى السرير .. لتقترب الطفلة من حضن امها أكثر وهي تقبل أمها قائلة :
– انتي أمورة اوي يا مامي .. مينفعش تنامي زعلانة
همست لها كاميليا بألم وابتسامة:
– والله انتي اللي أمورة
طبطبت الطفلة عليها بحنان وكأنها تواسيها على شيء لا تعلمه.. وما أن نامت طفلتها دمعت عينا كاميليا وهي تضمها اليها بقوة .. تحاول بكل طريقة أن تنسى ما حدث معها..
_________
بعد مرور يومان
جلست والدتها بجانبها على السرير .. قائلة برقة فهي شعرت بالذنب على حالتها:
– متزعليش مني .. بس والله غصب عني كان صعبان عليا اللي انتي فيه
شهقت كاميليا بصدمة:
– تقومي تشكي فيا ؟؟؟
قاطعتها امها بقوة:
– مشكتش فيكي اصلا .. انا بس شكيت فيه هو .. بس لما لقيتك مش بتروحي الشغل ولا مصممة تروحي ولا هو اتصل ولا
ضغط عليكي تنزلي عرفت أن مفيش حاجة
صمتت كاميليا ولم ترد عليها.. لتردف قائلة:
– خلاص يا كاميليا لو عايزة تنزلي الشغل انزلي.. ده مستقبلك برضو