الموت لا يختارنا عندما نطلبه.
تلطخت الحصيرة بالدماء ، الارض ، شرب التراب حتى ارتوى واصبح لين وطرى ، اصبحت الغرفة مثل مقلب قمامة، قيء اسود ، الذباب يطن ويطن ، يلتصق بالاجساد ، بالدماء ، بالسيقان المفتوحة التى تصرخ من الآلم ، الفأران تتقافز فرحة خلال الشقوق .
الام ثكلى تحتضن تلك وتلك ، تبكى تصرخ ، تهرول مثل امنا هاجر بداخل الغرفة غير مدركة لما يتوجب فعلة .
كانت الليل قد انصرف معظمة عندما هرولت خلال الشارع نحو منزل القابلة تطلب منها مرهم ، اعشاب ، اى وصفة تخفف الآلم عن بناتها ، عندما اخبرت زوجها بصراخ فتياتة كان رحيم وسمح لها بالخروج لطلب المساعدة من القابلة ، وكان ارحم عندما استجاب لطرقاتها وترك زوجتة الجديدة فى فعل يستوجب الشكر .
لقد شكرتة زوجتة كثيرا للسماح لها بالخروج بذلك الوقت المتأخر ،
قبلت يدية وشكرتة ، عندما نمتهن الطاعة العمياء لا نعرف حقوقنا
بل نعرف فقط مسئوليتنا .
تناولت المرهم من القابلة وعادت مسرعة ، سقطت مرتين بالوحل ،
التوى كاحلها ، ملابسها تلطخت بالطين كانت تركض مثل شبح هرب من عذاب الجحيم ،
عندما فتحت كانت حماتها بانتظارها ، صبت عليها جم غضبها ، نعتتها بالعاهرة الغير مسئولة ، كيف تخرجين منتصف الليل يا ابنة الكلب ، النساء لا تخرج من دارنا الا نحو قبرها ،